قال الشيخ صالح الفوزان حفظه الله في شرحه لكتاب التوحيد(2/91-92): قال
الله تعالى:
{قُلْ
إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى
إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ
وَاحِدٌ}
الآية.
{قُلْ}
أمر
الله نبيه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ أن يقول للناس:
{إِنَّمَا
أَنَا بَشَرٌ}
،
فالرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
بشر، وكلُّ الرسل من البشر.
وقوله:
{إِنَّمَا
أَنَا بَشَرٌ}
يعني:
ليس
لي من الربوبية شيء ولا من العبادة شيء.
{أَنَا
بَشَرٌ}
عبدٌ
من عباد الله.
فهذا
فيه: ردٌّ
على الذين يغلون في حق الرسول صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ويدعونه
من دون الله، ويستغيثون به من دون الله،
أو يقولون:
إنه
مخلوقٌ من نور، أو من كذا وكذا، ولم يُخلق
ممّا خُلق منه بنو آدم وأنه مخلوق قبل
آدم.
وهذا
-والعياذ
بالله- من
أعظم أنواع الغلو والكفر بالله عزّ وجلّ.
ثمّ
قال:
{مِثْلُكُمْ}
يعني:
مثلكم
في أمور البشريّة، فهو بشر يجوع، ويمرض،
ويتعب في السفر مثل البشر وتجري عليه
العوارض البشرية كما تجري على البشر،
فيُصيبه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
الهم، ويصيبه الحَزَن، ويصيبه ما يصيب
البشر:
{قَدْ
نَعْلَمُ إِنَّهُ
لَيَحْزُنُكَ
الَّذِي يَقُولُونَ}
،
{وَلا
تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ}
،
{فَلَعَلَّكَ
بَاخِعٌ نَفْسَكَ عَلَى آثَارِهِمْ}
،
فهو يهْتَمُّ ويحزن لما يرى من مخالفة
النّاس لعبادة الله سبحانه وتعالى، لأنه
يريد للناس الخير، ويريد لهم النجاة،
فيُحزنه إذا رآهم على سبيل الهلاك لكمال
شفقته صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وإنما
امتاز- عليه
الصلاة والسلام-
عن
البشر بالرسالة والفضيلة وكمال العبودية
لله، فهو أكمل الخلق عبودية لله، وأخشاهم
لله، وأتقاهم له.
{يُوحَى
إِلَيَّ}
من
الله سبحانه وتعالى بواسطة جبريل عليه
السلام كغيري من الرسل.
فكل
ما جاء به من الشرع وحي من الله.