قال الشيخ صالح الفوزان حفظه الله في شرحه لكتاب التوحيد(2/71): الأمن
من مكر الله والقنوط من رحمته ينقِّصان
التّوحيد، ويُنافيان كماله.
ومكر
الله سبحانه وتعالى هو:
إيصال
العقوبة إلى من يستحقُّها من حيث لا يشعر.
وهو
عدلٌ منه سبحانه وتعالى، والله تعالى
يقول:
{وَمَكَرُوا
وَمَكَرَ اللهُ وَاللهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ
(54)
} ،
وقال تعالى:
{وَمَكَرُوا
مَكْراً وَمَكَرْنَا مَكْراً وَهُمْ لا
يَشْعُرُونَ (50)
} ؛
فالمكر في حق الله سبحانه وتعالى عدل
وجزاء يحمد عليه.
أما
المكر من المخلوقين فهو مذموم لأنه بغير
حق.
والمكر
من الله نظير الاستهزاء:
{اللهُ
يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ وَيَمُدُّهُمْ فِي
طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ (15)
} ،
ونظير السخرية:
{فَيَسْخَرُونَ
مِنْهُمْ سَخِرَ اللهُ مِنْهُمْ}
،
ونظير الكيد:
{إِنَّهُمْ
يَكِيدُونَ كَيْداً (15)
وَأَكِيدُ
كَيْداً (16)
} ،
ونظير النسيان في مثل قوله:
{نَسُوا
اللهَ فَنَسِيَهُمْ}
.
فهذه
أمور تُنسب إلى الله جل وعلا لأنها من باب
المقابلة والجزاء، فهي عدلٌ منه سبحانه
وتعالى حيث إنه ينزِّلها فيمن يستحقُّها،
فهي عدلٌ منه سبحانه؛ بخلاف هذه الصفات
من المخلوقين فإنها مذمومة لأنها في غير
محلها ولأنها ظلمٌ للمخلوقين.