الجمعة، 30 أغسطس 2013

لماذا خلقنا الله عز وجل؟

لماذا خلقنا الله عز وجل؟

إن الله سبحانه وتعالى خلق الجن والإنس لحكمة عظيمة وغاية حميدة، وهي عبادته تبارك وتعالى،كما قال سبحانه وتعالى: {وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون}،وقال تعالى: {أفحسبتم أنما خلقناكم عبثاً وأنكم إلينا لا ترجعون}، وقال تعالى: {أيحسب الإنسان أن يترك سدى} إلى غير ذلك من الآيات الدالة على أن لله تعالى حكمة بالغة من خلق الجن والإنس وهي عبادته، هذه هي الحكمة التي من أجلها خلق الجن والإنس، وهذه هي الغاية التي من أجلها خلق الثقلان؛ ليعبدوا الله، وليعظموه، وينقادوا إلى شرعه، ويتبعوا رسله، لم يخلقهم سدى ولا عبثاً، وليس في حاجة إليهم سبحانه هو الغني بذاته عن كل ما سواه، قال عز وجل: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنتُمُ الْفُقَرَاء إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ إِن يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ وَيَأْتِ بِخَلْقٍ جَدِيدٍ}، وقال الله جل وعلا: {وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاء وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا بَاطِلًا ذَلِكَ ظَنُّ الَّذِينَ كَفَرُوا فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ كَفَرُوا مِنَ النَّارِ}.
فهذه الحكمة من خلق الجن والإنس، وعلى هذا فمن تمرَّد على ربه واستكبر عن عبادته فإنه يكون نابذاً لهذه الحكمة التي خلق الله العباد من أجلها، وفعله يشهد أن الله خلق الخلق عبثاً وسدى، وهو وإن لم يصرِّح بذلك لكن هذا هو مقتضى تمرُّده واستكباره عن طاعة ربه.
الإمامان العثيمين وابن باز رحمهما الله

الأربعاء، 28 أغسطس 2013

رجل عليه ملابس بها نجاسة وليس عنده ماء، ويخشى خروج الوقت فكيف يعمل؟


 سُئل الشيخ العثيمين رحمه الله: عن رجل عليه ملابس بها نجاسة وليس عنده ماء، ويخشى خروج وقت الصلاة فكيف يعمل؟
فأجاب ـ رحمه الله تعالى ـ قائلاً: نقول له خفف عنك ما أمكن من هذه النجاسة، فإذا كانت في ثوب وعليك ثوبان، فاخلع هذا الثوب النجس وصل بالطاهر، وإذا كان عليك ثوبان كلاهما نجس أو ثلاثة وكل منها نجس، فخفف ما أمكن من النجاسة، وما لم يمكن إزالته أو تخفيفه من النجاسة، فإنه لا حرج عليك لقول الله تعالى: (فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ)  . فتصلي بالثوب ولو كان نجسا، ولا إعادة عليك على القول الراجح، فإن هذا من تقوى الله تعالى ما استطعت، والإنسان إذا اتقى الله ما استطاع، فقد أتى ما أوجبه الله عليه، ومن أتى بما أوجبه الله عليه فقد ابرأ ذمته. والله الموفق.
وقال:  ولا يجوز له أن يؤخر الصلاة عن وقتها، حتى لو فرض أن عليه نجاسة في بدنه، أو في ثوبه، أو في الفراش الذي تحته ولم يتمكن من إزالتها فإن ذلك لا يضره فيصلي على حسب حاله لقوله تعالى: (فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ). والله الموفق.

حكم الشخص الذي لا يصلي إطلاقاً؟


 سئل الشيخ العثيمين رحمه الله: عن حكم الشخص الذي لا يصلي إطلاقاً؟
الجواب: الذي لا يصلي مرتد عن الإسلام كافر بالله تعالى كفراً مخرجاً عن الملة لقول النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " بين الرجل وبين الكفر والشرك ترك الصلاة " رواه مسلم. وهناك أدلة أخرى لا نطيل بذكرها.
ويترتب على تركه الصلاة أمور دنيوية وأمور أخروية:
أما الأمور الدنيوية فمنها:
1 - أنه يجب على ولاة الأمور أن يدعوه إلى الصلاة فإن تاب مخلصاً لله تعالى وصلى تاب الله عليه وإلا وجب قتله كافراً مرتداً.
2 - لا يحل لأحد أن يزوجه، فإن زوَّجه فالنكاح باطل لا تحل به الزوجة .
3 - تحرم عليه زوجته التي معه، وينفسخ نكاحها منه فيجب عليها مفارقته حتى يرجع إلى الإسلام .
4 - لا تحل ذبيحته ولا تؤكل بينما ذبيحة اليهودي والنصراني تحل وتؤكل .
5 - إذا مات أحد من أقاربه فإنه لا شيء له من ميراثه، وإذا مات هو لم يرثه أحد من قرابته بل يصرف ماله إلى صندوق الدولة لقول النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:" لا يرث المسلم الكافر، ولا الكافر المسلم " .
6 - لا يحل له دخول حرم مكة وهو ما كان داخل الأميال .
7 - لا يقبل له عمل صالح من صدقة، ولا صيام، ولا حج ولا غيره .
8 - إذا مات لا يغسل، ولا يكفن، ولا يصلى عليه، ولا يدفن في مقابر المسلمين، ولا يدعى له بالرحمة والمغفرة، ولا يحل لأحد من أهله يعلم حاله أن يقدمه إلى المسلمين ليصلوا عليه، أو يدفنه في مقابرهم، وإنما يخرج به إلى مكان فيحفر له ويدفنه .
وأما الأمور الأخروية المترتبة على ترك الصلاة فمنها:
1 - العذاب الدائم في قبره كما يعذب الكافرون أو أشد.
- أنه يحشر يوم القيامة مع فرعون، وهامان، وقارون، وأبي بن خلف.
3 - أنه يدخل النار فيها أبد الآبدين.

الاثنين، 26 أغسطس 2013

حكم تبخير المنزل لطرد الشياطين

حكم تبخير المنزل لطرد الشياطين
س: هل صحيح من بخر منزله باللبان السحري يذهب الشياطين من المنزل؟ وهل يوجد دليل على ذلك؟ لأن كثيرا ممن حولنا يبخرون منازلهم عند الغروب؛ اعتقادا منهم أنه يذهب الشياطين، وأنا لست مقتنعا بعملهم هذا 
ج: هذا شيء لا أصل له، وإنما يذهب الشياطين ذكر الله، والتعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق، هكذا أخبر النبي صلى الله عليه وسلم؛ يقول صلى الله عليه وسلم: «من نزل منزلا فقال: أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق، لم يضره شيء حتى يرتحل من منزله ذلك »؛ وقال: «إذا دخل الإنسان منزله مساء وقال: بسم الله، قال الشيطان: لا مبيت، وإذا سمى عند الأكل، قال: لا مبيت ولا عشاء ». فالتسمية بالله، والتعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق هذه من أسباب الحفظ من الشياطين، وهكذا قراءة القرآن كل ذلك من أسباب السلامة، فينبغي للمؤمن أن يفعل ما شرعه الله من التعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق، ومن التسمية عند الدخول، يقول: بسم الله عند دخول المنزل، والتسمية عند الأكل وعند الشرب، هكذا السنة، وإذا كرر أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق ثلاث مرات، كان أولى وأفضل، كذلك يقول: بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم ثلاث مرات، صباحا ومساء، هذا من أسباب السلامة من كل شر، وهكذا أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق، إذا قالها لم يضره شيء حتى يرتحل من منزله ذلك، وإن كرر ثلاث مرات أولى وأكمل، كما جاء في بعض الروايات عن النبي صلى الله عليه وسلم؛ فالحاصل أنه هذه التعوذات وهذه الأذكار هي التي يقي الله بها العبد من شر الشياطين، ومن كل ما يضره، أما البخور الذي ذكره السائل فلا أصل له.

الإمام ابن باز رحمه الله

الأحد، 25 أغسطس 2013

ما هي الأعمال أو الكبائر التي تجعل الإنسان خالداً في النار؟



ما هي الأعمال أو الكبائر التي تجعل الإنسان خالداً في النار؟ وهل صحيح أن كل شخص غير مسلم لا يدخل الجنة وهو خالد في النار؟
ج: نعم، الأعمال التي توجب الخلود في النار أبد الآباد هي أعمال الكفر، من مات كافراً بالله عز وجل فهو مخلد في النار، أبد الآباد. كاليهود والنصارى والشيوعيين، وهكذا كل من أتى بمكفِّر، ومثل ذلك مَنْ ترك الصلاة، أو مَنْ سب الدين أو استهزأ بالدين، أو استهزأ بالجنة أو بالنار، أو سب الرسول صلى الله عليه وسلم، أو تنقص الرسول أو سب الله، أو تنقصه وطعن في دينه، كل هذا ردة عن الإسلام، إذا مات عليها الإنسان صار مخلداً في النار، أبد الآباد، كسائر الكفرة.
 أما العُصاة، المسلم العاصي هذا لا يخلد في النار، إذا دخل النار لا يخلد فيها، مثل من مات وهو على الزنى، وما تاب من الزنى، أو مات وهو يشرب الخمر، ولكنه موحد مسلم يعبد الله وحده، ولا يسب الإسلام ولا يسب الدين، بل هو مسلم، ولكنه أطاع الهوى في بعض المعاصي، كشرب الخمر، كالعقوق للوالدين، أو أحدهما. كأكل الربا، كالزنى. هذه وأشباهها من المعاصي إذا مات عليها وهو مسلم يعبد الله وحده، وليس بكافر، فهذا تحت مشيئة الله جل وعلا، إن شاء الله غفر له وعفا عنه بتوحيده وإسلامه وإيمانه الذي معه، وإن شاء سبحانه عذبه على قدر الجرائم والذنوب التي مات عليها، ثم بعدما يمحص في النار ويعذب ما شاء الله، يخرجه الله من النار إلى الجنة، كما قال الله سبحانه في كتابه العظيم: {إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ} فأبان سبحانه أن الشرك لا يغفر، من مات على شرك لا يغفر له، نعوذ بالله. أما من مات على ما دون الشرك من المعاصي فهذا تحت مشيئة الله. وقد أجمع العلماء، علماء المسلمين على أن العاصي الذي هو مسلم موحد مؤمن. لكنه عنده معصية لا يخلد في النار أبد الآباد، بل متى دخل النار بهذه المعصية، فإنه لا يخلد؛ بل يعذب فيها ما شاء الله، ثم يخرجه الله من النار إلى الجنة. هذا هو الذي عليه أهل السنة والجماعة، وهو الحق. أما من مات على كفره بالله فهذا يخلد في النار، أبد الآباد. نسأل الله السلامة والعافية. ومن الكفرة اليهود والنصارى المعروفون، والشيوعيون المعروفون وعُبّاد الأوثان، عُبّاد أصحاب القبور؛ ومن ذلك من يسب الدين أو يستهزئ بالدين، أو يسب الله؛ أو يسب رسوله عليه الصلاة والسلام؛ هؤلاء إذا ماتوا على ذلك، ولم يتوبوا فهم من أهل النار المخلدين فيها أبد الآباد؛ نعوذ بالله.
السؤال السابع عشر من الشريط رقم (147)
فتاوى نور على الدرب للإمام ابن باز رحمه الله

الجمعة، 23 أغسطس 2013

حكم الشرع حول الاعتقاد بصدق أبراج الحظ الموجودة في الجرائد والمجلات وقراءتها



س: ما هو حكم الشرع حول الاعتقاد بصدق أبراج الحظ الموجودة في الجرائد والمجلات وقراءتها؟
ج: تعليق النحس والسعد في الأفلاك والأبراج من شرك الأوائل من المجوس، والصابئة من الفلاسفة، ونحوهم من طوائف الكفر والشرك، وادعاء علم ذلك هو في الظاهر ادعاء لعلم الغيب، وهذا منازعة لله في حكمه، وهذا شرك عظيم، ثم هو في حقيقته دجل وكذب وتلاعب بعقول الناس، وأكل لأموالهم بالباطل، وإدخال للفساد في عقائدهم والتلبيس عليهم.
وعليه فإن (أبراج الحظ) يحرم نشرها والنظر فيها وترويجها بين الناس، ولا يجوز تصديقهم، بل هو من شعب الكفر والقدح في التوحيد، والواجب الحذر من ذلك، والتواصي بتركه، والاعتماد على الله سبحانه وتعالى، والتوكل عليه في كل الأمور.
وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... عضو ... عضو ... الرئيس
بكر أبو زيد ... عبد العزيز آل الشيخ ... صالح الفوزان ... عبد الله بن غديان ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز

الاثنين، 19 أغسطس 2013

حكم إقامة الموالد


حكم إقامة الموالد

يقول السائل: نسألكم عن الاحتفال بمولد النبي الأعظم صلى الله عليه وسلم هل هو بدعة؟ فإني قد سمعت في بعض البلدان ومن بعض العلماء من يقول: إنها بدعة حسنة والله أعلم وفقكم الله.

الاحتفال بالموالد إنما حدث في القرون المتأخرة بعد القرون المفضلة، بعد القرن الأول والثاني والثالث، وهي من البدع التي أحدثها بعض الناس استحساناً وظناً منه أنها طيبة، والصحيح والحق الذي عليه المحققون من أهل العلم أن الاحتفالات بالموالد كلها بدعة، ومن جملة ذلك الاحتفال بالمولد النبوي؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يفعله ولا أصحابه ولا خلفاؤه الراشدون ولا القرون المفضلة، كلها لم تفعل هذا الشيء، والخير في اتباعهم لا فيما أحدثه الناس بعدهم.
ولقد ثبت عنه عليه الصلاة والسلام أنه قال: ((إياكم ومحدثات الأمور))، وقال عليه الصلاة والسلام: ((وشر الأمور محدثاتها وكل بدعة ضلالة))، وقال عليه الصلاة والسلام: ((من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد)). وقال: ((من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد)). يعني مردود.
فالنبي صلى الله عليه وسلم وضح الأمر وبيَّن أن الحوادث في الدين منكرة وأنه ليس لأحد أن يحدث في الدين ما لم يأذن به الله، وقد ذم الله تعالى الإحداث في الدين بقوله: أَمْ لَهُمْ شُرَكَاء شَرَعُوا لَهُم مِّنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَن بِهِ اللَّهُ.
والاحتفال أمر محدث لم يأذن به الله ولا الرسول عليه الصلاة والسلام، والصحابة أفضل الناس بعد الأنبياء، وأحبُّ الناس للنبي صلى الله عليه وسلم، وأسرع الناس إلى كل خير ومع ذلك لم يفعلوا هذا، لا أبو بكر ولا عمر ولا عثمان ولا علي، ولا بقية العشرة، ولا بقية الصحابة، وهكذا التابعون وأتباع التابعين ما فعلوا هذا.
وإنما حدث من بعض الشيعة الفاطميين في مصر في المائة الرابعة فيما ذكره بعض المؤلفين، ثم حدث في المائة السادسة في آخرها أو في أوائل السابعة من ملك إربد، ظن أن هذا طيب ففعل ذلك، والحق أنها بدعة؛ لأنها عبادة لم يشرعها الله سبحانه وتعالى.
والرسول صلى الله عليه وسلم – قد بلغ البلاغ المبين ولم يكتم شيئاً مما شرعه الله، بل بلغ كل ما شرعه الله وأمر به، وقال الله سبحانه وتعالى الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ، فالله أكمل الدين وأتمه، وليس بذلك الدين الذي أكمله الله الاحتفال بالموالد، فعلم بهذا أنها بدعة منكرة لا حسنة، وليس في الدين بدعة حسنة، بل كل البدع ضلالة، كلها منكرة، والنبي عليه الصلاة والسلام قال: ((كل بدعة ضلالة)).
فلا يجوز لأحد من المسلمين أن يقول إن هناك بدعاً حسنة، والرسول صلى الله عليه وسلم يقول: ((كل بدعة ضلالة))؛ لأن هذه مناقضة ومحادة للرسول صلى الله عليه وسلم، وقد ثبت عنه أنه قال: ((كل بدعة ضلالة))، فلا يجوز لنا أن نقول خلاف قوله عليه الصلاة والسلام.
فلا يجوز لمسلم أن يخالف ما شرعه الله ولا أن يعاند ما جاء به نبي الله عليه الصلاة والسلام بل يجب عليه الخضوع لشرع الله، والكف عما نهى الله عنه من البدع والمعاصي. وفق الله الجميع للهداية.

الإمام ابن باز رحمه الله

الأحد، 18 أغسطس 2013

حكم قول (تقبل الله) بعد الصلاة

 حكم قول (تقبل الله) بعد الصلاة

  ليس مشروعاً، وليس له أصل في السُّنة، لا في سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا في سنة الخلفاء الراشدين، بل ذلك من البدع؛ لأن النبي - صلى الله عليه وسلم - والصحابة رضي الله عنهم لم يفعلوا ذلك، وقد ثبت أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد » .النبي صلى الله عليه وسلم طيلة حياته المباركة التي عاش وهو يصلي بالناس إماماً ويعلمهم الصلاة وهو القائل: (صلوا كما رأيتموني أصلي ) ما جاء عنه إطلاقاً أنه قال يوماً لأصحابه تقبل الله أو يتقبل الله أو الله يتقبل منكم .ولم ينقل أن أحداً من أصحاب الرسول عليه الصلاة والسلام قال له شيئاً من هذه الألقاب الثلاثة .كل ذلك لم يرد عن النبي صلى الله عليه وسلم لا توجيها منه إلى أصحابه ولا توجيها من أصحابه إليه .وخير الهدى هدى محمد صلى الله عليه وسلم 

نقلاً عن اللجنة الدائمة والإمامين الألباني والعثيمين رحمهم الله أجمعين-بتصرف- 

أحاديث في الفتن


أحاديث في الفتن
عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: تَكونُ فتنةٌ النَّائمِ فيها خيرٌ منَ المضطجَعِ، والمضطَجعُ فيها خيرٌ منَ القاعِدِ، والقاعدُ فيها خيرٌ منَ القائمِ، والقائمُ خيرٌ منَ الماشي، والماشي خيرٌ منَ الرَّاكبِ، والرَّاكبُ خيرٌ منَ المجري قتلاها كلُّها في النَّارِ. قال: قلتُ يا رسولَ اللَّه، ومتى ذلِكَ؟ قال: ذلِكَ أيَّامَ الهرْجِ . قلت: ومتى أيَّامُ الهرْجِ؟ قال: حينَ لا يأمنُ الرَّجلُ جليسَهُ. قال: فبمَ تأمرُني إن أدرَكْتُ ذلِكَ الزَّمانَ؟ قال: اكفُفْ نفسَكَ ويدَكَ، وادخل دارَكَ. قال: قلتُ: يا رسولَ اللَّهِ، أرأيتَ إن دخلَ عليَّ داري؟ قال: فادخُل بيتَكَ. قال: قلتُ: يا رسولَ اللَّهِ أرأيتَ إن دخلَ عليَّ بيتي؟ قال: فادخُل مسجدَكَ، واصنع هَكَذا - وقبضَ بيمينِهِ على الكوعِ - وقل: ربِّيَ اللَّه، حتَّى تموتَ على ذلِكَ"
.(السلسلة الصحيحة/3254)
قوله: حينَ لا يأمنُ الرَّجلُ جليسَهُ: يعني: تكثر الخيانة وتقل الأمانة، ولا يأمن الإنسان جليسه.
 
قوله: تكف لسانك ويدك يعني: لا تطلق لسانك في الفتنة ولا تمد يدك إليه


وعن أَبي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: «سَتَكُونُ فِتَنٌ الْقَاعِدُ فِيهَا خَيْرٌ مِنَ الْقَائِمِ، وَالْقَائِمُ خَيْرٌ مِنَ الْمَاشِى، وَالْمَاشِى فِيهَا خَيْرٌ مِنَ السَّاعِى، مَنْ تَشَرَّفَ لَهَا تَسْتَشْرِفْهُ فَمَنْ وَجَدَ مَلْجَأً أَوْ مَعَاذًا فَلْيَعُذْ بِهِ».
قوله:"سَتَكُونُ فِتَنٌ " أَيْ: عَظِيمَةٌ أَوْ كَثِيرَةٌ.
والمراد بالأفضلية في هذه الخيرية: مَن يكون أقل شرًّا ممن فوقه .
من تشرف لها تستشرفه: أي من تطلع لها دعته إلى الوقوع فيها والتشرف التطلع .
فَليَعذ به: أي ليعتزل فيه ليسلم من الفتنة.


وَعَنْ أَبِي بَكْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّهَا سَتَكُونُ فِتَنٌ أَلَا ثُمَّ تَكُونُ فِتنٌ أَلا ثمَّ تكونُ فتنةٌ القاعدُ خَيْرٌ مِنَ الْمَاشِي فِيهَا وَالْمَاشِي فِيهَا خَيْرٌ مِنَ السَّاعِي إِلَيْهَا أَلَا فَإِذَا وَقَعَتْ فَمَنْ كَانَ لَهُ إِبل فَلْيَلْحَقْ بِإِبِلِهِ وَمَنْ كَانَ لَهُ غَنَمٌ فَلْيَلْحَقْ بغنمه وَمن كَانَت لَهُ أرضٌ فَلْيَلْحَقْ بِأَرْضِهِ» فَقَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَرَأَيْتَ مَنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ إِبِلٌ وَلَا غَنَمٌ وَلَا أَرْضٌ؟ قَالَ: «يَعْمِدُ إِلَى سَيْفِهِ فَيَدُقُّ عَلَى حَدِّهِ بِحَجَرٍ ثُمَّ لِيَنْجُ إِنِ اسْتَطَاعَ النَّجَاءَ اللَّهُمَّ هَلْ بَلَّغْتُ؟» ثَلَاثًا فَقَالَ: رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَرَأَيْتَ إِنْ أُكْرِهْتُ حَتَّى ينْطَلق بِي إِلَى أحد الصفين فَضَرَبَنِي رَجُلٌ بِسَيْفِهِ أَوْ يَجِيءُ سَهْمٌ فَيَقْتُلُنِي؟ قَالَ: «يَبُوءُ بِإِثْمِهِ وَإِثْمِكَ وَيَكُونُ مِنْ أَصْحَابِ النَّار» رَوَاهُ مُسلم
أي: يذهب للصحراء بعيداً عن الفتن، يرعى الإبل والأغنام، ويعمل في أرضه يأكل منها.
قوله: "يَعمد إِلَى سَيْفِهِ فَيَدُقُّ عَلَى حَدِّهِ" أَيْ: فَيَضْرِبُ عَلَى جَانِبِ سَيْفِهِ الْحَادِّ (" بِحَجَرِ ") ، وَالْمَعْنَى: فَلْيَكْسِرْ سِلَاحَهُ كَيْلَا يَذْهَبَ بِهِ إِلَى الْحَرْبِ (" ثُمَّ لِيَنْجُ ") أَيْ: لِيَفِرَّ وَيُسْرِعْ هَرَبًا حَتَّى لَا تُصِيبَهُ الْفِتْنَةُ.

وعن أبي موسى الأشعري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن بين أيديكم فتناً كقطع الليل المظلم، يصبح الرجل فيها مؤمناً ويمسي كافراً، القاعد فيها خير من القائم، والقائم فيها خير من الماشي، والماشي فيها خير من الساعي، قالوا: فما تأمرنا؟ قال: كونوا أحلاس بيوتكم) رواه أبو داود وصححه الألباني(4262).
 كونوا أحلاس بيوتكم: أي الْزَمُوا بُيُوتَكُمْ كَيْلَا تَقَعُوا فِي الْفِتْنَة


وفِي مُسْند أَحْمد 4/ 226 بِلَفْظ: " أوصاني خليلي أبو القاسمِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وعلى آلِهِ وسلَّمَ إن أدرَكتَ شيئًا من هذِه الفتَن فاعمد إلى أُحُدٍ فاكسِر بهِ حدَّ سيفِك ثمَّ اقعد في بيتِكَ. قال: فإن دخلَ عليكَ أحدٌ إلى البيتِ فقم إلى المخدَعِ فإن دخلَ عليكَ المخدعَ فاجثُ على رُكبتيكَ وقُل: بُؤ بإثمي وإثمِكَ فتَكونَ من أصحابِ النَّارِ وذلِكَ جزاءُ الظَّالمينَ فقد كسرتُ حدَّ سيفي وقعدتُ في بيتي".

  أَيِ: افْعَلْ هَذَا فِي زَمَنِ الْفِتْنَةِ، وَاخْتِلَافِ النَّاسِ عَلَى التَّأْوِيلِ، وَتَنَازُعِ سُلْطَانَيْنِ، كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا يَطْلُبُ الْأَمْرَ، وَيَدَّعِيهِ لِنَفْسِهِ بِحُجَّةٍ، فَكُنْ حِلْسَ بَيْتِكَ فِي هَذَا الْوَقْتِ، وَلَا تَسُلَّ سَيْفًا، وَلَا تَقْتُلْ أَحَدًا، فَإِنَّكَ لَا تَدْرِي مَنِ الْمُحِقُّ مِنَ الْفَرِيقَيْنِ، وَمَنِ الْمُبْطِلُ، وَاجْعَلْ دَمَكَ دُونَ دِينِكَ.

 وأخرج أبو داود وغيره أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " اجلسْ في بيتكَ فإن خفتَ أن يبهركَ شعاعُ السيفِ فغطّ وجهكَ" وفي لفظٍ "فكُنْ كخيرِ ابنيْ آدمَ" وفي لفظٍ "فكُنْ عبدَ اللهَ المقتولَ ولا تكنْ عبد اللهِ القاتلَصححه الألباني في الإرواء.

وَعَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يُوشِكُ أَنْ يَكُونَ خيرَ مالِ المسلمِ غنمٌ يتبع بهَا شعف الْجِبَالِ وَمَوَاقِعَ الْقَطْرِ يَفِرُّ بِدِينِهِ مِنَ الْفِتَنِ» . رَوَاهُ البُخَارِيّ
قوله: شعف الجبال: أعاليها.
وَمَوَاقِعَ الْقَطْرِ : أَيْ: مَوَاضِعَ الْمَطَرِ وَآثَارَهُ مِنَ النَّبَاتِ وَأَوْرَاقَ الشَّجَرِ، يُرِيدُ بِهَا الْمَرْعَى مِنَ الصَّحْرَاءِ وَالْجِبَالِ.وهذا فيه الحث على العزلة أيام الفتن.
وقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يَتَقَارَبُ الزَّمَانُ وَيُقْبَضُ الْعِلَمُ وَتَظْهَرُ الْفِتَنُ وَيُلْقَى الشُّحُّ وَيَكْثُرُ الْهَرْجُ» قَالُوا: وَمَا الْهَرْجُ؟ قَالَ: «الْقَتْلُ» . مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ
قوله: يتقارب الزَّمَان: أَي تفنى بركته فَيصير السّنة كالشهر والشهر كَالْجُمُعَةِ والجمعة كاليوم واليوم كالساعة.
وَيُقْبَضُ الْعِلَمُ: أي يَمُوتُ حَمَلَةُ العلم وَيَتَّخِذُ النَّاسُ جُهَّالًا يَحْكُمُونَ بِجَهَالَاتِهِمْ فَيُضِلُّونَ وَيَضِلُّونَ.
وَتَظْهَرُ الْفِتَنُ: الْمُرَادُ كَثْرَتُهَا وَاشْتِهَارُهَا وَعَدَمُ التَّكَاتُمِ بِهَا.
وَيُلْقَى الشُّحُّ: الْمُرَادُ إِلْقَاؤُهُ فِي قُلُوبِ النَّاسِ عَلَى اخْتِلَافِ أَحْوَالِهِمْ حَتَّى يَبْخَلَ الْعَالِمُ بِعِلْمِهِ فَيَتْرُكَ التَّعْلِيمَ وَالْفَتْوَى وَيَبْخَلَ الصَّانِعُ بِصِنَاعَتِهِ حَتَّى يَتْرُكَ تَعْلِيمَ غَيْرِهِ وَيَبْخَلَ الْغَنِيُّ بِمَالِهِ حَتَّى يَهْلِكَ الْفَقِيرُ.

وَعَنْ مَعْقِلِ بْنِ يَسَارٍ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " «الْعِبَادَةُ فِي الْهَرْجِ كَهِجْرَةٍ إِلَيَّ» ". رَوَاهُ مُسْلِمٌ.
أي ثَوَابُهَا مَعَ الِاسْتِقَامَةِ وَالِاسْتِدَامَةِ عَلَيْهَا (" فِي الْهَرْجِ ") أَيْ: زَمَنَ الْفِتْنَةِ وَوَقْتَ الْمُحَارَبَةِ بَيْنَ الْمُسْلِمِينَ (" كَهَجْرَةٍ إِلَيَّ ") أَيْ: قَبْلَ فَتْحِ مَكَّةَ ).

وقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّمَا أَخَافُ عَلَى أُمَّتِي الْأَئِمَّةَ الْمُضِلِّينَ وَإِذَا وُضِعَ السَّيْفُ فِي أُمَّتِي لَمْ يُرْفَعْ عَنْهُمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ» . رَوَاهُ أَبُو دَاوُد والترمذيُّ وصححه الألباني.

وَعَنِ الزُّبَيْرِ بْنِ عَدِيٍّ قَالَ: أَتَيْنَا أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ فَشَكَوْنَا إِلَيْهِ مَا نَلْقَى مِنَ الْحَجَّاجِ. فَقَالَ: «اصْبِرُوا فَإِنَّهُ لَا يَأْتِي عَلَيْكُمْ زمَان إِلَّا الَّذِي بعده أشر منه حَتَّى تَلْقَوْا رَبَّكُمْ» . سَمِعْتُهُ مِنْ نَبِيِّكُمْ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ