يقول
القضيبي وهو أحد الشيعة المهتدين:
وقفت
ملياً أمام قول الله تعالى:
{ وَالسَّابِقُونَ
الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ
وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم
بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ
وَرَضُواْ عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ
جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ
خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً ذَلِكَ
الْفَوْزُ الْعَظِيمُ }
[ التوبة/100] فوجدتها
صريحة في النص على أن الله تعالى رضي عن
المهاجرين والأنصار والسابقين، ومنهم
على وجه الخصوص:(أبو
بكر وعمر وعثمان وطلحة والزبير وسعد بن
أبي وقاص وعبد الله بن مسعود وسعد بن
معاذ).. وعدّ
ما شئت من أسماء تلعنها الشيعة اليوم.
فسألت
نفسي: كيف
يليق بعاقلٍ أن يقول: إن
الصحابة ظلموا علياً رضي الله عنه واغتصبوا
الخلافة، بينما المولى عز وجل يخبرنا في
هذه الآية أنه راضٍ عنهم وقد أعد لهم جنات
النعيم؟!
إذا
كان الصحابة وعلى رأسهم الخلفاء الثلاثة: أبو
بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم قد توفي
الرسول صلى الله عليه وسلم وهو عنهم راضٍ،
ونزلت فيهم آيات بالثناء تتلى، ثم انتكسوا
وأركسوا في الفتنة بعد موت الرسول صلى
الله عليه وسلم، بل اتهموا بأنهم حرفوا
القرآن وغيَّروا أحكام الدين، فهل كان
الله يعلم أنهم سينتكسون بعد موت رسوله
أم لا؟!
إن
كان يعلم ذلك، وهو الأمر الذي يعتقده كل
مسلم من أن الله تعالى يعلم ما كان وما
يكون، فما حكم الآيات التي تتلى وفيها
ثناء عليهم، وهم صاروا عند الشيعة منافقين
ومرتدين؟!
فهل
أراد الله المنزه عن كل عيب ونقيصة سبحانه
وتعالى-وأستغفره
من هذا القول-أن
يخدع رسوله بمدحهم والرضا عنهم في القرآن
ومصاهرتهم للرسول عليه الصلاة والسلام
وثقته فيهم ثم ينقلبوا بعد موته؟!
أليس
هذا التفكير ضرباً من العبث الذي لا يجوز
في حق الله عز وجل وهو كفر؟!!
لماذا
لم يذكر الله في القرآن صفاتهم الحقيقية
وما سيؤول إليه وضعهم بعد موت الرسول عليه
الصلاة والسلام؟!
لم
أجد جواباً تطمئن له نفسي سوى القول بأن
الله عز وجل الذي رضي عنهم وبشرهم بالجنة
في القرآن وعلى لسان رسول الله صلى الله
عليه وسلم يعلم أنهم ماضون على هدي رسوله
صلى الله عليه وسلم وسنته{ لَقَدْ
رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ
إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ
فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنزَلَ
السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ
فَتْحاً قَرِيباً }
[ الفتح/18]
"فمن
أخبرنا الله سبحانه أنه علم ما في قلوبهم
ورضي عنهم وأنزل السكينة عليهم، فلا يحل
لأحد التوقف في أمرهم ولا الشك فيهم البتة"
من
كتاب ربحت الصحابة ولم أخسر أهل البيت