ما
هي البدعة في الشرع؟ وهل تنقسم إلى حسنة
وسيئة؟
البدعة
في الشرع:
كل
عقيدة أو قول أو عمل يتعبد به الإنسان لله
عز وجل وليس مما جاء في شريعة الله سبحانه
وتعالى.
فكثيراً
من الناس الذين يريدون الخير انغمسوا
في هذا الشر -شر
البدع-
ولم
يستطيعوا أن يتخلصوا منه ولكنهم لو رجعوا
إلى أنفسهم وعلموا أن هذا يتضمن محظوراً
عظيماً في دين الله وهو أن يكون الدين
ناقصاً، لأن هذه البدع معناها أنها تكميل
لدين الله سبحانه وتعالى والله تعالى
يقول (اليوم
أكملت لكم دينكم)
ولا
شك أنها نقص في دين الإنسان وأنها لا تزيده
من الله تعالى إلا بُعداً .
هل
تنقسم البدعة إلى حسنة وسيئة؟
القول
بأن البدع تنقسم إلى حسنة وسيئة، وإلى
محرمة وواجبة، قولٌ بلا دليل، وقد رد ذلك
أهل العلم واليقين، وبينوا خطأ هذا
التقسيم، واحتجوا على هذا بقول النبي -
صلى
الله عليه وسلم – في الحديث الصحيح:
(مَنْ
أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رَد)،
يعني فهو مردود، متفق على صحته، وروى مسلم
في صحيحه عن عائشة -
رضي
الله عنها-
عن
النبي -
صلى
الله عليه وسلم -
أنه
قال:
(من
عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد)
أي
مردود، وفي الصحيح عن جابر -
رضي
الله عنه-
أن
النبي -
صلى
الله عليه وسلم -
كان
يخطب يوم الجمعة فيقول:
أما
بعد، (فإن
خير الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي
محمد -
صلى
الله عليه وسلم -
وشر
الأمور محدثاتها وكل بدعة ضلالة).
ولم
يقل البدعة فيها كذا وكذا، بل قال:
كل
بدعة ضلالة.
وفي
حديث العرباض بن سارية:
(وإياكم
ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة وكل
بدعة ضلالة).
والبدع
في أمور الدين في أمور التقرب لا
في أمور الدنيا، أما أمور الدنيا في
المآكل والمشارب والصناعات ليس في هذا
شيء، إنما الكلام فيما يتقرب به إلى الله،
ويعده الناس قربة وطاعة يرجون ثوابها عند
الله، هذا هو محل النظر، فما لم يفعله
الرسول -
صلى
الله عليه وسلم – ولا أصحابه ولم يدل عليه
-
صلى
الله عليه وسلم – ولم يرشد إليه، بل أحدثه
الناس وأدخلوه في دين الله فهو بدعة، شاء
فلان أو غضب فلان، والحق أحق بالاتباع.
ومن
هذا الباب ما أحدثه الناس من بناء المساجد
على القبور واتخاذ القباب عليها، هذه
البدع التي وقع بسببها شرٌ كثير، حتى وقع
الشرك الأكبر وعُبدت القبور من دون الله
بأسباب هذه البدع، فيجب على المؤمن أن
ينتبه لما شرعه الله فيأخذ به وعليه أن
ينتبه لما ابتدعه الناس فيحذره.
نقلاً
عن الإمامين ابن باز والعثيمين رحمهما
الله -بتصرف-