الخميس، 31 يوليو 2014

علينا أيها المسلمون أن ننتهي عما ذم الله تعالى به أهل الكتاب قبلنا بإعراضهم عن كتاب الله إليهم


قال الإمام ابن كثير رحمه الله في تفسير القرآن العظيم(1/6): ذم الله تعالى أهل الكتاب قبلنا بإعراضهم عن كتاب الله إليهم، وإقبالهم على الدنيا وجمعها، واشتغالهم بغير ما أمروا به من اتباع كتاب الله.
فعلينا -أيها المسلمون-أن ننتهي عما ذمهم الله تعالى به، وأن نأتمر بما أمرنا به، من تعلم كتاب الله المنزل إلينا وتعليمه، وتفهمه وتفهيمه، قال الله تعالى: {ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله وما نزل من الحق ولا يكونوا كالذين أوتوا الكتاب من قبل فطال عليهم الأمد فقست قلوبهم وكثير منهم فاسقون * اعلموا أن الله يحيي الأرض بعد موتها قد بينا لكم الآيات لعلكم تعقلون}.


من كفر بالقرآن من عرب وعجم، وأسود وأحمر، وإنس وجان فالنار موعده

قال الإمام ابن كثير رحمه الله(1/6):
من بلغه هذا القرآن من عرب وعجم، وأسود وأحمر، وإنس وجان، فهو نذير له؛ ولهذا قال تعالى: {ومن يكفر به من الأحزاب فالنار موعده} [هود: 17] . فمن كفر بالقرآن ممن ذكرنا  فالنار موعده، بنص الله تعالى، وكما قال تعالى: {فذرني ومن يكذب بهذا الحديث سنستدرجهم من حيث لا يعلمون * وأملي لهم} [القلم: 44، 45] . وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "بعثت إلى الأحمر والأسود".


الأربعاء، 30 يوليو 2014

ما الدنيا كلها أولها وآخرها إلا كرجل نام نومة، فرأى في منامه بعض ما يحب، ثم انتبه.

قال ابن أبي حاتم: حدثنا أبي، حدثنا يعقوب بن إبراهيم الدورقي، حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، حدثنا حماد بن زيد، عن هشام قال: قرأ الحسن: {قل متاع الدنيا قليل} قال: رحم الله عبدا صحبها على حسب ذلك، ما الدنيا كلها أولها وآخرها إلا كرجل نام نومة، فرأى في منامه بعض ما يحب، ثم انتبه.
وقال ابن معين: كان أبو مسهر ينشد:
ولا خير في الدنيا لمن لم يكن له ... من الله في دار المقام نصيب ...
فإن تعجب الدنيا رجالا فإنها ... متاع قليل والزوال قريب ...
تفسير ابن كثير(2/360)

لو أنَّ لك ما في الأرضِ من شيءٍ أكنتَ تفتدي به ؟

عن أنس بن مالك رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: يقولُ اللهُ تعالَى لأهونِ أهلِ النَّارِ عذابًا يومَ القيامةِ : لو أنَّ لك ما في الأرضِ من شيءٍ أكنتَ تفتدي به ؟ فيقولُ : نعم ، فيقولُ : أردتُ منك أهونَ من هذا ، وأنت في صلبِ آدمَ : ألَّا تُشرِكَ بي شيئًا ، فأبيتُ إلَّا أن تُشرِكَ بي . رواه البخاري

المختصر في أحكام العيد

_________________ المختصر في أحكام العيد _______________


الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه. أما بعد :
فهذا بحث مختصر في أحكام عيد الفطر. أسأل الله أن ينفع به .
1- إظهار التكبير في ليلة العيد
يستحب للناس إظهار التكبير في ليلة العيد في مساجدهم ومنازلهم وطرقهم، مسافرين كانوا أو مقيمين، لظاهر الآية {ولتكملوا العدة ولتكبروا الله على ما هداكم ولعلكم تشكرون} ومعنى إظهار التكبير رفع الصوت به.[المغني-بتصرف-(2/273)]
2- وقت ابتداء التكبير وانتهائه
يبتدئ التكبير من حين رؤية هلال شوال أو غروب شمس اليوم الثلاثين من رمضان حتى يخرج الإمام للصلاة. وقيل: حتى ينتهي من خطبة العيد .
3- صفة التكبير
صفة التكبير المنقول عند أكثر الصحابة: قد روي مرفوعا إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -: «الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، والله أكبر الله أكبر، ولله الحمد». [الفتاوى الكبرى لشيخ الإسلام(2/369)].
و ثبت عن ابن عباس رضي الله عنهما، قوله: الله أكبر الله أكبر، ولله الحمد، الله أكبر وأجل، الله أكبر على ما هدانا.
4- حكم التكبير الجماعي
التكبير الجماعي بدعة، وهو أن يرفع جماعة - اثنان فأكثر - الصوت بالتكبير جميعاً يبدءونه جميعاً وينهونه جميعاً بصوت واحد وبصفة خاصة، وهذا العمل لا أصل له ولا دليل عليه. [ابن باز -بتصرف-]
5- الاغتسال والتجمُّل -وهذا خاص بالرجال-
يستحب الاغتسال والتجمل في يوم العيد وذلك بلبس أحسن ما عنده من الثياب. أما التجمل فلحديث ابن عمرعند البخاري قال : (أخذ عمر جبة من إستبرق تباع في السوق ، فأخذها فأتى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال : يا رسول الله ، ابتع هذه تجمّل بها للعيد والوفود ... )متفق عليه
قال ابن قدامة : وهذا يدل على أن التجمل عندهم في هذه المواضع كان مشهوراً .
المغني(2/274).
وروى ابن أبي الدنيا والبيهقي بإسناد صحيح إلى ابن عمر أنه كان يلبس أحسن ثيابه في العيدين. فتح الباري لابن حجر(2/439)
وهذا خاص بالرجال وأما النساء، قال ابن قدامة : وإنما يستحب لهن الخروج غير متطيبات ولا يلبسن ثوب شهرة ولا زينة، ولا يخرجن في ثياب البذلة؛ لقول رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «وليخرجن تفلات» . ولا يخالطن الرجال، بل يكن ناحية منهم.
المغني(2/279)
وأما الغسل فقد "ثبت عن ابن عمر مع شدة اتباعه للسنة، أنه (كان يغتسل يوم العيد قبل خروجه). زاد المعاد(1/426)
6- أكل التمر وتراً يوم الفطر قبل الخروج إلى المصلى
يستحب تقديم الأكل في يوم الفطر قبل الخروج إلى صلاة العيد لحديث أنس رضي الله عنه : كان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم لا يَغْدُو يوْمَ الفِطْرِ حتَّى يَأْكُلَ تَمَراتٍ . رواه البخاري. وزاد: وَيَأْكُلُهُنَّ وِتْرًا. رواها معلقة ووصلها الدارقطني.
قال الشيخ العثيمين: الواحدة لا تحصل بها السنة؛ لأن لفظ الحديث: «حتى يأكل تمرات»، وعلى هذا فلا بد من ثلاث فأكثر.الشرح الممتع(5/122)
7- إقامة الصلاة في المصلى -الصحراء- ولا يصلى في المسجد إلا لعذر
لحديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يخرج يوم الفطر، ويوم الأضحى إلى المصلى. رواه البخاري.
قال ابن المنذر: والسُّنة أن يخرج الناس إلى المصلى في العيد فإن ضعف قوم عن الخروج إلى المصلى، أمر الإمام من يصلي لمن تخلف منهم من أهل الضعف في المسجد، وروينا عن علي أنه أمر بذلك
الأوسط(4/257)
قال شيخ الإسلام ابن تيمية: من تعمد ترك صَلَاة الْعِيد وَصلى فِي بَيته أَو فِي مَسْجده بِلَا عذر فَهُوَ مُبْتَدع
. [مختصر الفتاوى المصرية(1/79)]
8- إخراج النساء لصلاة العيد وإن كُنَّ أبكارا أو ذوات خدور حيَّضا كُنَّ أو أطهارا
لحديث أم عطية، قالت: أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يخرجن يوم الفطر ويوم النحر العواتق، وذوات الخدور، والحيض، فأما الحيض فيعتزلن المصلى وليشهدن الخير ودعوة المسلمين، قالت: فقيل: يا رسول الله: أرأيت إحداهن لا يكون لها جلباب؟ قال: «لتلبسها أختها من جلبابها» قال ابن المنذر:روينا عن أبي بكر، وعلي أنهما قالا: حق على كل ذات نطاق أن تخرج إلى العيدين، وروي عن علي أنه قال: الخروج إلى العيدين سنة للرجال والنساء، وكان ابن عمر يخرج من استطاع من أهله في العيد.
[الأوسط(4/262)]
9- ترك الصلاة في المصلى قبل صلاة العيد وبعدها اقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم
عن ابن عباس أن النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم صلَّى يومَ الفِطرِ ركعتَينِ، لم يصلِّ قبلَها ولا بعدَها . رواه البخاري.
10- حكم صلاة العيد
لأهل العلم في حكمها ثلاثة أقوال: فمنهم من قال إنها فرض كفاية ، ومنهم من قال: إنها سنة ومنهم من قال إنها فرض عين على كل أحد، والأقرب للصواب والله أعلم أنها سنة مؤكدة .
11- هل يرفع يديه في التكبيرات الزوائد أو لا يرفع؟
قال مالك: ليس في ذلك سنة لازمة فمن شاء رفع يديه فيها كلها وفي الأولى أحب إلي.
[الأوسط(4/282)]
12- الرجوع من المصلى من غير الطريق الذي يخرج منه
يستحب إذا خرج لصلاة العيد من طريق، أن يرجع من طريق آخر، لحديث جابر رضي الله عنه: كان النبيُّ صلى الله عليه وسلم ، إذا كان يومُ عيدٍ ، خالف الطريقَ. رواه البخاري
13- التهنئة في العيد
أما التهنئة يوم العيد يقول بعضهم لبعض إذا لقيه بعد صلاة العيد: تقبل الله منا ومنكم، وأحاله الله عليك، ونحو ذلك، فهذا قد روي عن طائفة من الصحابة أنهم كانوا يفعلونه ورخص فيه، الأئمة، كأحمد وغيره.
لكن قال أحمد: أنا لا أبتدئ أحدا، فإن ابتدأني أحد أجبته، وذلك لأن جواب التحية واجب، وأما الابتداء بالتهنئة فليس سنة مأمورا بها، ولا هو أيضا ما نهي عنه، فمن فعله فله قدوة، ومن تركه فله قدوة. والله أعلم. [الفتاوى الكبرى لشيخ الإسلام(2/371)]
◄ بدع ومحدثات تقع في العيد
من البدع التي تقع يوم العيد: زيارة القبور وتوزيع الطعام عندها
قال الإمام ابن باز: أما تخصيص زيارة القبور بعد صلاة العيد كأنه يزور الأحياء والأموات فهذا ليس له أصل، ولم أعلم عن النبي -صلى الله عليه وسلم- ولا عن الصحابة أنهم كانوا يخرجون إلى البقيع بعد صلاة العيد, والخير في اتباع السلف الصالح، الخير في اتباع الرسول -صلى الله عليه وسلم- وأصحابه. ا.هـ
وبهذا القول قال شيخ الإسلام و الإمام الألباني وغيرهم
وأ ما اعتاده بعض الناس من توزيع الطعام في المقبرة يوم العيد أو قراءة القرآن هناك لا أصل له في الشرع، وهو من البدع المحدثات.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية: الصدقة عند القبر كرهها العلماء. وأنكرُ مِن ذلك أن يوضع على القبر الطعام والشراب ليأخذه الناس فإن هذا ونحوه من عمل كفار الترك لا من أفعال المسلمين. مجموع الفتاوى ( 26/307).
وبهذا أفتت اللجنة الدائمة
◄ مخالفات تقع في العيد
احذر أخي المسلم الوقوع في المخالفات الشرعية والتي يقع فيها بعض الناس من أخذ الزينة المحرمة كالإسبال، وحلق اللحية، والاحتفال المحرم من سماع الغناء، والنظر المحرم، وتبرج النساء واختلاطهن بالرجال. واحذر أيها الأب الغيور من الذهاب بأسرتك إلى الملاهي المختلطة، والشواطئ والمنتزهات التي تظهر فيها المنكرات. [العلامة الفوزان-أحكام صلاة العيد]
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين