قال الشيخ صالح الفوزان حفظه الله في شرحه لكتاب التوحيد(2/85) وعند شرحه على حديث أنس أن رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: "إذا أراد الله بعبده الخير عجّل له بالعقوبة في الدنيا، وإذا أراد بعبده الشر أمسك عنه بذنبه حتى يوافي به يوم القيامة":
قوله
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
"إذا
أراد الله بعبده الخير"
أي:
من
علامة إرادة الله بعبده الخير:
أن
يعجِّل له العقوبة على ذنوبه؛ لأن الذنوب
تصدُر من الإنسان بكثرة، ليس هناك أحدٌ
معصوم إلاَّ الأنبياء -عليهم
الصلاة والسلام-
فيما
عصمهم الله منه، "كلكم
خطّاء وخير الخطّائين التوّابون"؛
والإنسان تصدُر منه ذنوب كثيرة ومخالفات؛
فإذا أراد الله بعبده خيراً عجّل له
العقوبة على هذه المعاصي في الدنيا حتى
يطهِّره، وحتى ينتقل إلى الدار الآخرة
ليس عليه ذنوب فيدخل الجنة.
وقوله
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
"وإذا
أراد بعبده الشر أمسك عنه"
فلا
تنزل به عقوبة، مع أنه يعصي ويزني ويخالف
أوامر الله سبحانه وتعالى، ومع هذا
يُنَعَّم ويُصَحّ في جسمه، ولا يمرض.
وهذه
علامة شر، من أجل أن تبقى عليه ذنوبه.
"حتى
يوافي به يوم القيامة"
يعني:
يرجع
إلى الله في الدار الآخرة وذنوبه عليه لم
يُحَطُّ عنه منها شيء، فيعذَّب بها يوم
القيامة، فدلّ هذا على أن صحّة الإنسان
الدائمة ليستْ علامة خير.
ودلّ
هذا على أن الخير والشر كلُّه مقدَّرٌ من
الله سبحانه وتعالى وبقضاء الله وقدره،
وهو قدّر الشر لحكمة وقدّر الخير لحكمة
لا يقدِّر شيئاً إلاَّ لحكمة عظيمة،
ابتلاءً وامتحاناً.