قال الشيخ صالح الفوزان حفظه الله في شرحه لكتاب التوحيد(2/131): إنّ
المؤمن يجب أن يكون محبًّا وراغباً فيما
جاء به النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ، ومبغضاً لِمَا سواه، قال الله
سبحانه وتعالى:
{فَإِنْ
لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ فَاعْلَمْ
أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهْوَاءَهُمْ
وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَوَاهُ
بِغَيْرِ هُدىً مِنَ اللهِ}
،
وقال سبحانه وتعالى:
{أَفَرَأَيْتَ
مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ
اللهُ عَلَى عِلْمٍ}
فالذي
لا يأخذ من الشرع إلاّ ما يوافق هواه ويترك
ما خالف هواه ورغبته إنَّما يتّبع هواه،
وقد اتّخذ هواه إلهاً يطيعُه فيما يريد
وفيما يكره، أما الذّي يتّخذ الله جل وعلا
إلهاً فإنه يتبع ما جاء عن الله سواءً
وافق رغبته أو خالف رغبته، فإنّ الله وصف
المنافقين بأنهم لا يأخذون إلاّ ما وافق
أهواءهم، قال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ:
{وَإِذَا
دُعُوا إِلَى اللهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ
بَيْنَهُمْ إِذَا فَرِيقٌ مِنْهُمْ
مُعْرِضُونَ (48)
وَإِنْ
يَكُنْ لَهُمُ الْحَقُّ يَأْتُوا إِلَيْهِ
مُذْعِنِينَ (49)
} يعني:
إذا
كان الحكم لهم جاءوا، وإذا كان الحكم
عليهم لم يأتوا ولا يقبلون، وهذا نفاق،
وفي آخر الآيات السابقة:
{فَلا
وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى
يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ
ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ
حَرَجاً مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا
تَسْلِيماً (65)
}