قال الشيخ صالح الفوزان حفظه الله في شرحه لكتاب التوحيد(2/89): الشرك
على نوعين:
شركٌ
ظاهر، وشرك خفي.
فالشرك
الظاهر هو:
ما
يكون في الأعمال الظاهرة كالذي يذبح لغير
الله أو ينذر لغير الله أو يستغيث بغير
الله إلى غير ذلك من أنواع الشرك الأكبر
الذي يراه النّاس ويسمعونه.
أما
النوع الثاني وهو:
الشرك
الخفي، فهذا لا يراه النّاس ولا يعلمونه؛
لأنه في القلوب.
فالشرك
الأول يكون في الأعمال الظاهرة، وهذا في
النيّات والمقاصد القلبية التي لا يعلمها
إلاَّ الله سبحانه وتعالى.
وقال في ص158-159 من المجلد نفسه بعدما ذكر الشرك الظاهر الجلي: وهُناك شركٌ خفي، وهو نوعان:
وقال في ص158-159 من المجلد نفسه بعدما ذكر الشرك الظاهر الجلي: وهُناك شركٌ خفي، وهو نوعان:
النوع
الأول:
شركٌ
في المقاصد والنيّات، وهذا خفيّ لأنّه
في القُلوب، والقُلوب لا يعلم ما فيها
إلاَّ سبحانه وتعالى، كالذي يصلِّي، لكن
يصلّي رياءً وسُمعة، وهذا لا يعلمُه إلاّ
الله.
والنوع
الثاني:
شركٌ
خفيّ، لأنّه لا يعلمه كثيرٌ من النّاس،
وهو الشرك في الألفاظ دون الاعتقاد.
قال
ابن عبّاس:
"الشرك
أخفى من دبيب النمل على صفاة سوداء في
ظلُمة الليل"
سُمّي
خفياً:
لأنه
قَلَّ من يتنبّه له.
ثم
ضرب له أمثلة بكلمات يقولها بعض النّاس
بألسنتهم.
"وهو
أن يقول:
والله
وحياتِك يا فلان، وحياتي"
فالحلف
بغير الله من الشرك الذي يجري على ألسنة
كثيرٍ من النّاس، ولا يعلمون أنه شرك،
فكثيراً ما يقول بعضهم:
والنبي،
والأمانة، وحياتك.
وقد
قال النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ:
" من
حلف بغير الله فقد كفر أو أشرك".
والحلف
بغير الله شركٌ أصغر، إنْ كان لا يقصد
تعظيم المحلوف به كما يعظِّم الله.
وإنْ
كان يقصد تعظيم المحلوف به مثل ما يعظِّم
الله فإن الحلف يكون شركاً أكبر.
والذين
يحلفون بالقُبور والأضرحة، ويعظِّمونها
كما يعظِّمون الله، هو من هذا النوع.
لأنّ
كثيراً منهم يتساهل بالحلف بالله، ولا
يتساهل بالحلف بالضريح أو الوليّ، إذا
قيل له:
احلف
بالله؛ بادَر بالحلف، إذا قيل له:
احلف
بمعبودك وبمعظِّمك وبالوليّ الذي أنت
تعظِّمه؛ ارتعد وأبى أن يحلِف، يخاف من
البطش من هذا الولي، فهذا شرك أكبر بلا
شك.
ومن
الشرك في الألفاظ قول الرّجل:
ما
شاء الله وشئت، لولا الله وفُلان.
لأنه
لا يجوز، الجمع بين الله وغيره بالواو،
لأنّ الواو تقتضي التشريك.
والصواب:
ما
أرشد إليه النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ أن تقول:
ما
شاء الله، ثُمَّ شاء فلان.
لأنّ
"ثُمَّ"
ليست
للتشريك، وإنّما هي للترتيب، وجعل مشيئة
المخلوق بعد مشيئة الخالق، كما قال تعالى:
" {وَمَا
تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللهُ
رَبُّ الْعَالَمِينَ (29)
} "،
فالعبد له مشيئة بلا شك، ولكنها تابعة
لمشيئة الله سبحانه.