قال الشيخ صالح الفوزان حفظه الله في شرحه لكتاب التوحيد(2/137): ما
يذكرونه من قصة الأعرابي الذي جاء إلى
قبر النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ وطلب منه الاستغفار بعدما تلا
الآية:
{وَلَوْ
أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا ...
}(1)،
فهي قصة مختلقة لا أصل لها، ولو صحّت لم
يجز الاستدلال بها، لأنها فعل أعرابي
جاهل مخالف لما عليه الصّحابة، وهم أعلم
الأمة بما يُشرع وما لا يُشرع.
وديننا
لا يُؤخذ من القصص والحكايات، وإنما يُؤخذ
من الكتاب والسنّة وهدي السلف الصالح.
_________________
(1): قال ابن عبد الهادي في الصارم المنكي(1/321):روى
أبو الحسن علي بن إبراهيم بن عبد الله بن
عبد الرحمن الكرخي عن علي بن محمد بن علي،
حدثنا أحمد بن محمد بن الهيثم الطائي،
قال:
حدثني
أبي عن أبيه عن سلمة بن كهيل عن أبي صادق
عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال قدم
علينا أعرابي بعدما دفنا رسول الله صلى
الله عليه وسلم بثلاثة أيام فرمى بنفسه
إلى قبر النبي صلى الله عليه وسلم، وحثى
على رأسه من ترابه، وقال:
يا
رسول الله قلت فسمعنا قولك، وعينا عن الله
عز وجل فما وعينا عنك، وكان فيما أنزل
الله عز وجل عليك:
وقد
ظلمت نفسي وجئتك تستغفر لي فنودي
من القبر أنه قد غفر لك. هذا خبر منكر موضوع وأثر مختلق مصنوع
لا يصح الاعتماد عليه، ولا يحسن المصير
إليه، وإسناده ظلمات بعضها فوق بعض،
والهيثم جد أحمد بن الهيثم أظنه ابن عدي
الطائي، فإن يكن هو، فهو متروك كذاب، وإلا
فهو مجهول.