قال الشيخ صالح الفوزان حفظه الله في شرحه لكتاب التوحيد(2/158): الإقرار
بتوحيد الربوبية لا يكفي، فالذين يقولون:
بأنّ
التوحيد هو الإقرار بأنّ الله هو الخالق
الرازق المحيي المميت، هؤلاء
مخطئون، لم يعرفوا التّوحيد، لأنّ هذا
لو كان توحيداً كافياً لكان المشركون
موحِّدين، لأنّ الله أخبر بأنهم يعلمون
أنّ الله هو الخالق الرّازق الذي ينزّل
المطر والذي فعل هذه الأفعال، يعلمون هذا
ولم يكونوا موحِّدين، بل أمرهم بعبادته
فقال:
{اعْبُدُوا
رَبَّكُمُ}
،
فدلّ على أن علمهم بهذه الأشياء لا يكفي
حتى يُفردوا الله سبحانه وتعالى بالعبادة،
إذاً:
فالتوحيد
هو إفراد الله تعالى بالعبادة، وليس
التوحيد هو الإقرار بتوحيد الرّبوبيّة
كما يقوله علماء الكَلام الذين لم يفهموا
التّوحيد، بل جعلوا كلّ همّهم ومناظَراتهم
واستدلالهم على توحيد الرّبوبية، وهذا
تحصيل حاصل، وموجود عند أبي لَهب وأبي
جهل وغيرهما، فهم يقرّون بأن الله هو
الخالق الرازق المحيي المميت.