قال الشيخ صالح الفوزان حفظه الله في شرحه لكتاب التوحيد(2/89-99): "الرياء" مأخوذٌ من: الرؤية، وذلك بأن يزيِّن العمل ويُحَسِّنه من أجل أن يراه النّاس ويمدحوه ويُثنوا عليه، أو لغير ذلك من المقاصد، فهذا يسمّى رياءً، لأنه يقصد رؤية النّاس له.
وأما "إرادة
الإنسان بعمله الدنيا"
معناه:
أن
يعمل العمل الذي شرع للآخرة وهو لا يريد
به إلاَّ طمع الدنيا، كأن يجاهد من أجل
المغنم، أو يتعلم من أجل الرئاسة والوظيفة،
أو يحج أو يعتمر من أجل أخذ المال، وهكذا.
فهما يجتمعان في
العمل لغير وجه الله، وفي أنهما شرك خفي،
لأن الإرادة والقصد من أعمال القلوب،
فهما يجتمعان في هذا، لكن يفترقان في أن
الرياء يراد به الجاه والشهرة، وأما طلب
الدنيا فيراد به الطمع والعرض العاجل،
قالوا:
والذي
يعمل من أجل الطمع والعرض العاجل أعقل من
الذي يعمل للرياء، لأن الذي يعمل للرياء
لا يحصل له شيء، وأما الذي يعمل من أجل
الدنيا فقد يحصل له طمع في الدنيا ومنفعة
في الدنيا، ولكن كلاهما خاسر عند الله
سبحانه وتعالى، حيث أن كلاً منهما أشرك
في نيته وقصده، فهما يجتمعان من وجه
ويفترقان من وجه.