قال الشيخ صالح الفوزان حفظه الله في شرحه لكتاب التوحيد(2/155-156) وعند شرحه على قول الله تعالى: { يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ }:
قوله: {اعْبُدُوا
رَبَّكُمُ}
هذا
أمرٌ من الله سبحانه وتعالى بعبادته وحده
لا شريك له، وترك عبادة ما سواه.
ومعنى:
{اعْبُدُوا
رَبَّكُمُ}
وحِّدوا
ربّكم، وأفردوه بالعبادة، لأنّ العرب في
وقت نُزول القرآن كثيرٌ منهم يعبُدون
الله، ولكنّهم يعبُدون معه غيرَه، فإذا
كانت العبادة غير خالِصة لله فإنّها تكون
عبادة باطلة، ولهذا أمرهم أن يُفردوه
بالعبادة، ويُخلِصوا له العبادة.
ثم
ذكر الدليل على وُجوب عبادة الله تعالى
فقال:
{الَّذِي
خَلَقَكُمْ}
لأنّ
العبادة لا تصلُح إلا للخالِق سبحانه
وتعالى، فالذي لا يخلُق لا يصحّ أن يُعبَد،
وهذا فيه:
إبطال
عبادة الأصنام، وعبادة الموتى، وعبادة
الأولياء والصّالحين، وعبادة الأشجار
والأحجار، لأنّها لا تقدر على الخلْق،
وما لا يقدر على الخلق لا يصحّ أن يُعبَد،
ولهذا قال في سورة الحج:
{يَا
أَيُّهَا النَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ
فَاسْتَمِعُوا لَهُ إِنَّ الَّذِينَ
تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللهِ لَنْ يَخْلُقُوا
ذُبَاباً وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ}
،
الخالق هو الذي يستحق العبادة، وهم لا
يجحدون هذا، بل يُقرِّون بأن الله هو الذي
خلق:
{وَلَئِنْ
سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَهُمْ لَيَقُولُنَّ
اللهُ}
.