قال الشيخ صالح الفوزان حفظه الله في شرحه لكتاب التوحيد(2/163)وعند شرحه على حديث حُذيفة رضي الله عنه:
أن
رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ قال:
"لا
تقولوا:
ما
شاء الله وشاء فلان، ولكن قولوا:
ما
شاء الله، ثُمَّ شاء فلان":
فيه
دليل على إثبات المشيئة للمخلوق، رَدًّا
على الجبريّة الذين يقولون إنّ المخلوق
ليس له مشيئة وإنّما هو مجبَر ومسيَّر،
ليس له اختيار ولا مشيئة، وهو مذهبٌ باطل،
فالمخلوق له مشيئة، لكنها بعد مشيئة الله:
قال
الله تعالى:
{وَمَا
تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللهُ
إِنَّ اللهَ كَانَ عَلِيماً حَكِيماً
(30)
} ،
{لِمَنْ
شَاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَسْتَقِيمَ (28)
وَمَا
تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللهُ
إِنَّ اللهَ كَانَ عَلِيماً حَكِيماً
(30)
} ،
{وَمَا
تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللهُ
رَبُّ الْعَالَمِينَ (29)
} فأثبت
سبحانه وتعالى للمخلوق مشيئة، وجعلها
بعد مشيئة الله سبحانه وتعالى، فمشيئة
المخلوق مترتّبة على مشيئة الخالق سبحانه
وتعالى.
وقال في ص168: والمخلوق له مشيئة، خلافاً للجَبْرِيَّة الضُّلاَّل الذين يقولون: إنّ المخلوق ليس له مشيئة، بل هو مجبور، يفعل الكفر والمعاصي والشرك من غير اختياره، مثل الآلة التي تُحَرَّك والريشة التي تحرِّكُها الريح، ولو كان كذلك لم يستحقّ العذاب على المعصية، ولم يستحقّ الثواب على الطاعة.
وقال في ص168: والمخلوق له مشيئة، خلافاً للجَبْرِيَّة الضُّلاَّل الذين يقولون: إنّ المخلوق ليس له مشيئة، بل هو مجبور، يفعل الكفر والمعاصي والشرك من غير اختياره، مثل الآلة التي تُحَرَّك والريشة التي تحرِّكُها الريح، ولو كان كذلك لم يستحقّ العذاب على المعصية، ولم يستحقّ الثواب على الطاعة.
ويقابلهم
المعتزلة الذين قالوا:
العبد
له مشيئة مستقلة لا تتعلّق بمشية الله،
فهو يفعل الكفر والمعاصي بغير مشيئة الله،
وإنّما بمشيئته مستقلاً بها.
تعالى
الله عمّا يقولون، وهذا معناه:
أنه
يحدُث في ملك الله ما لا يشاؤُه.
وليس
من لازم مشيئة الله:
محبته
لكل ما يشاؤه سبحانه؛ فهو يشاء كفر الكافر
ولا يحبه، وإنما يشاؤه ويخلقه لحِكمة
بالغة وهي الابتلاء والامتحان.
وإلاَّ
فـ "لو
يشاء الله لهدى النّاس جميعاً"
ولكن
اقتضت حكمته أن يفاوت بينهم.