قال الشيخ صالح الفوزان حفظه الله في شرحه لكتاب التوحيد(2/92) وعند شرحه على قول
الله تعالى:
{قُلْ
إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى
إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ
وَاحِدٌ}
الآية:
المعبود
بحق هو الله وحده، وما
سواه فهو معبود بالباطل كما قال تعالى:
{ذَلِكَ
بِأَنَّ اللهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ
مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ هُوَ
الْبَاطِلُ}
.
فهذا
فيه:
أن
زبْدة رسالة الرسول وأصل دين الرسول والذي
جاء به وبدأ به هو:
التّوحيد
والإنذار عن الشرك، وكلُّ الرسل كذلك أول
ما يبدؤون بالدعوة إلى التّوحيد وإنكار
الشرك.
وهذا
فيه ردٌّ على الذين يقولون في هذا الزمان:
إن
الرسل جاءوا لتحقيق الحاكمية في الأرض.
وهذا
كلام محدَث باطل، فالرسل جاءوا لتحقيق
العبودية بجميع أنواعها لله عزّ وجلّ.
كما
قال تعالى:
{وَلَقَدْ
بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولاً
أَنِ اعْبُدُوا اللهَ وَاجْتَنِبُوا
الطَّاغُوتَ}
وقال
تعالى:
{وَاعْبُدُوا
اللهَ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً}
وقال
تعالى:
{وَمَا
أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ
إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لا إِلَهَ
إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ (25)
} ،
هذا هو الذي جاءتْ به الرسل، ويدخل فيه
بقية أوامر الدين ومنها الحاكمية، أما
أن تُجعل هي الأصل فهذا باطل، وهذا معناه:
إهمال
التّوحيد وعدم الاهتمام بأمر الشرك وعدم
الالتفات إليه، وأن الرسل جاءوا لطلب
الحكم والرئاسة.