قال الشيخ صالح الفوزان حفظه الله في شرحه لكتاب التوحيد(2/77-78): الذنوب
تنقسم إلى صغائر وكبائر، وقد عرّف العلماء
الكبيرة بأنها:
"ما
رُتِّبَ عليها حدٌّ في الدنيا، أو وعيدٌ
في الآخرة، أو خُتم بغضب، أو لعنة، أو
نار، أو تبرّأ النبي صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من صاحبها، بأن قال:
"ليس
منا من فعل كذا"،
أو نفى عنه الإيمان كقوله صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
"لا
يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن، ولا يشرب
الخمر حين يشربها وهو مؤمن".
هذه
ضوابط الكبيرة.
أما
الصغائر فهي ما ليس كذلك مما حرّمه الله
ونهى عنه، ولم يصل إلى حدّ الكبيرة.
ولكن
لا يحمل هذا الإنسان على أنه يتساهل
بالصغائر، لأن الصغائر إذا تُسوهِل بها
جرَّتْ إلى الكبائر؛ والصغيرة تعظُم حتى
تكون كبيرة مع الإصرار؛ فلا
يُتساهل فيها؛ لكن:
ليست
الذنوب على حدٍّ سواء، بل هي فيها صغائر
وفيها كبائر.
والصغائر
تسمى اللَّمَم، كما قال الله سبحانه
وتعالى:
{الَّذِينَ
يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الْأِثْمِ
وَالْفَوَاحِشَ إِلَّا اللَّمَمَ}
.
والصغائر
تكفَّر بالأعمال الصالحة، كما قال الله
سبحانه وتعالى:
{وَأَقِمِ
الصَّلاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفاً
مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ
يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ}
يعني:
الصغائر.
وقال
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
"الصلوات
الخمس، والجمعة إلى الجمعة، ورمضان إلى
رمضان كفّارات لِمَا بينهن إذا اجْتُنِبَتِ
الكبائر".
فالصغائر
تُكَفَّر بالأعمال الصالحة، أما الكبائر
فإنها لا تكفَّر إلاَّ بالتوبة، إلاّ إذا
شاء الله أن يعفوَ عن صاحبها وهي دون الشرك
فإنها قابلة للعفو من الله سبحانه وتعالى؛
فهي تكفَّر إما بعفو الله وإما بالتوبة،
بخلاف الشرك فإنه لا يكفَّر إلاَّ بالتوبة،
{إِنَّ
اللهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ
وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ
يَشَاءُ}
.