قال الشيخ صالح الفوزان حفظه الله في شرحه لكتاب التوحيد(2/68-69):الإيمان يزيد وينقص كما هو مذهب أهل السنّة
والجماعة خلافاً للمرجئة الذين يقولون:
الإيمان
شيء واحد لا يزيد ولا ينقص.
وهذه
مسألة عظيمة معروفة عند أهل السنّة
والجماعة، ومن أدلتها:
هذه
الآية:
{زَادَتْهُمْ
إِيمَاناً}
،
فدلّ على أن الإيمان يزيد، وإذا كان يزيد
فهو ينقص، لأن كل شيء يزيد فهو ينقص، فمن
لازِم الزيادة النُّقصان.
وكما
في قوله تعالى:
{أَيُّكُمْ
زَادَتْهُ هَذِهِ إِيمَاناً فَأَمَّا
الَّذِينَ آمَنُوا فَزَادَتْهُمْ
إِيمَاناً وَهُمْ يَسْتَبْشِرُونَ}
.
وكذلك
قوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
"الإيمان
بِضْعُ وسبعون شُعبة، أعلاها:
قولُ:
"لا
إله إلا الله، وأدناها:
إماطة
الأذى عن الطريق"
دلّ
على أن الإيمان يتفاوت، منه ما هو أعلى
ومنه ما هو دون ذلك.
وقال
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
"من
رأى منكم منكراً فليغيِّره بيده، فإن لم
يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه وذلك
أضعف الإيمان"
دلّ
على أن الإيمان يضعُف.
وفي
الحديث الآخر:
"أنه
يُخرج من النار من كان في قلبه أدنى أدنى
مثقال حبة من خردل من إيمان"
فدلّ
على أن الإيمان ينقص حتى يصير كوزن الحبة
من الخردل، وأنه يزيد حتى يكون كالجبال.
فالإيمان
يزيد وينقص، هذا مذهب أهل السنّة والجماعة،
وفي ذلك أيضاً رَدٌّ على الخوارج والمعتزلة
الذين يكفّرون بالذنوب الكبائر.