قال الشيخ صالح الفوزان حفظه الله في شرحه لكتاب التوحيد(2/164): يجب
تعليم النّاس أُمور العقيدة، وما يُخِلُّ
بها وما ينقِّصُها، لأنّ أغلب النّاس
الآن -
إلاّ
ما شاء الله-
أعرضوا
عن تعليم العقيدة وتعلُّمها، ولا يعتنون
بها، ولا يدعون إليها إلاّ ما شاء الله،
وإلاّ فالأكثر يركِّزون على أمورٍ أخرى
جانبيّة لا تُفيد شيئاً إذا اختلّت
العقيدة، حتى ولو صحّت هذه الأغلاط
الجانبية التي يريدون إصلاحها، لو صلحت
وصحّت ما نفعت بدون إصلاح العقيدة،
فالعقيدة هي الأساس، يجب أن نتعلّمها
أوّلاً، وأن ندعوَ إليها أوّلاً، وأن
نصحِّح الأخطاء فيها قبل تصحيح الأخطاء
في المعامَلات، وتصحيح الأخطاء في الآداب
والأخلاق.
وما
انتشرت هذه الأُمور في النّاس إلاَّ لَمّا
قَلّ تدريس التوحيد وشرح العقيدة والدعوة
إليها في المحاضرات والندوات والصُّحف
والمجلات فانتشرت هذه الأمور، بسبب شياطين
الإنس والجن الذين يريدون إفساد عقائد
النّاس، فالاهتمام بأمر العقيدة وتصحيحها
هو أمّ المهمّات:
{فَاعْلَمْ
أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا اللهُ
وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ
وَالْمُؤْمِنَاتِ}
بدأ
بالعلم بمعنى {لا
إِلَهَ إِلَّا اللهُ}
قبل
العمل والاستغفار، لأنّه هو الأساس الذي
تنبني عليه أمور الدين كلّها.