قال الشيخ صالح الفوزان حفظه الله في شرحه لكتاب التوحيد(2/129) وعند شرحه على قوله
تعالى:
{أَفَحُكْمَ
الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ}
الآية:
المراد
بالجاهلية:
ما
كان قبل الإسلام، كان أهل الجاهليّة على
ضلالة، ومن ذلك:
التّحاكم،
كانوا يتحاكمون إلى الكُهّان، وإلى
السحرة، وإلى الطّواغيت، وإلى العوارِف
القَبَليّة.
فهؤلاء
المنافقون الذين ادّعوا الإسلام يريدون
حكم الجاهليّة، ولا يريدون حكم الله
سبحانه وتعالى، ولا يريدون أن ينتقلوا
من حكم الجاهلية إلى حكم الشريعة، بل
يريدون البقاء على حكم الجاهلية، وهذا
مذهب المنافقين دائماً ومَن سار في
رَكْبِهم.
وهذا
استنكارٌ من الله سبحانه وتعالى لمن يريد
أن يستبدل الشّريعة بالقوانين الوضعيّة،
لأنّ القوانين الوضعيّة هي حكم الجاهليّة،
لأنّ حكم الجاهلية أوضاع وضعوها ما أنزل
الله بها من سلطان، والقوانين الوضعيّة
أوضاع وضعها البشر، فهي وحكم الجاهليّة
سواء لا فرق، فالذي يريد أن يحكم بين الناس
بالقوانين الوضعيّة يريد حكم الجاهليّة
الذي أراده المنافقون من قبل.