قال الشيخ صالح الفوزان حفظه الله في شرحه لكتاب التوحيد(2/65): إبراهيم عليه الصلاة والسلام بعثه الله في قوم وثنيِّين في أرض (بابل) ، يعبدون الكواكب، ويبنون لها الهياكل، وينحتون الأصنام التي على صورها، وكان أبوه يصنع الأصنام، ويبيعها على النّاس ويأكل من ثمنها.
فبعث
الله إبراهيم- عليه
الصلاة والسلام- في
هذه الأمة الوثنية يدعوها إلى التّوحيد
وإخلاص العبادة لله سبحانه وتعالى، ويُنكر
عليهم عبادة الأصنام، وبدأ بأبيه وقال:
{يَا
أَبَتِ لِمَ تَعْبُدُ مَا لا يَسْمَعُ
وَلا يُبْصِرُ وَلا يُغْنِي عَنْكَ
شَيْئاً * يَا
أَبَتِ إِنِّي قَدْ جَاءَنِي مِنَ
الْعِلْمِ مَا لَمْ يَأْتِكَ فَاتَّبِعْنِي
أَهْدِكَ صِرَاطاً سَوِيّاً (43) يَا
أَبَتِ لا تَعْبُدِ الشَّيْطَانَ}،
انظر التلطُّف، يكرِّر: يا
أبت، يا أبت. وهكذا
الداعية يتلطّف بالمدعو، كما قال تعالى:
{فَقُولا
لَهُ قَوْلاً لَيِّناً لَعَلَّهُ
يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى (44)
} ،
لا يأتيه بعنف وقسوة وشدة، ويقول: هذا
غَيْرة لله.