قال الشيخ صالح الفوزان حفظه الله في شرحه لكتاب التوحيد(2/101): المؤمن إنْ أُعطي شكر، وإن لم يعطَ فإنه
يصبر ولا يسخط، لأنه يعمل لله لا يعمل من
أجل الدنيا، وبعضهم يحب أن يُعطى من الدنيا
شيئاً، فقد كان بعض الصّحابة لا يرضى أن
يُعطى من الدنيا شيئاً، ولا يطلب شيئاً،
لأنه يريد الدار الآخرة، من باب حفظ
أعمالهم ورجاء ثوابها في الدار الآخرة،
فلا يحبون أن يتعجّلوا من حسناتهم شيئاً،
ولكن من أُعطي من غير تشوُّف، ومن غير
طمع، ومن غير طلب، فإنه يأخذ، كما في
الحديث:
"ما
جاءك من هذا المال وأنت غير مستشرِفٍ له
فخذه، وما لا فلا تُتْبِعْهُ نفسك".
فالمؤمن
سِيَّان عنده؛ يعطى من الدنيا أو لا يعطى،
ولا ينقص ذلك من عمله لله شيئاً، لأنه يحب
الله ورسوله، ولهذا كان النبي صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يعطي بعض
النّاس وهو يبغضهم من أجل تأليفهم، والخوف
عليهم من النفاق والرِّدة، ويمنع ناساً
هم أحب النّاس إليه ويَكِلُهم إلى إيمانهم،
لأنه واثقٌ من إيمانهم وعقيدتهم، وأنهم
لا يتأثّرون إذا لم يُعطوا، وهذه علامة
المؤمن:
أنه
باقٍ على إيمانه ويقينه أعطيَ من الدنيا
أو لم يعط، أما صاحب الدنيا فهذا إنْ أُعطي
منها رضي وإن لم يعط منها سخط، فهو يرضى
لها ويغضب لها.