قال الشيخ صالح الفوزان حفظه الله في شرحه لكتاب التوحيد(2/39): معنى
{لا
يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ}
يعني:
لا
يوفقهم للإيمان، مثل قوله:
{لا
يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالمين}
،
{لا
يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ}
.
فالهداية
المنفية هنا:
هداية
التوفيق، أما هداية البيان والإرشاد فهذه
موجودة، فالله هدى كل النّاس، بمعنى:
أنه
بيّن لهم طريق الخير من طريق الشر، هدى
الكفار وهدى المؤمنين بمعنى:
بيّن
لهم طريق الخير وطريق الشر.
أما
هداية التوفيق والإيمان فهي خاصة بالمؤمنين.
أما
الكافرون-
إذا
أصرُّوا على كفرهم وأصروا على طغيانهم-
فإن
الله يحرمهم هداية القلوب:
{حِجَابٌ
فَاعْمَلْ إِنَّنَا عَامِلُونَ}
،
عقوبة من الله سبحانه وتعالى أنّ من عاند
وأصرّ بعد البيان وبعد الإرشاد وأصرّ على
الباطل فإن الله يعاقبه بحرمانه من هداية
قلبه، بل يزيغ ويبقى على زيغه وضلاله عقوبة له:
{إِنَّ
الَّذِينَ كَفَرُوا سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ}
يعني:
وأصروا
على الكفر، {َسَوَاءٌ
عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ
تُنْذِرْهُمْ لا يُؤْمِنُونَ *
خَتَمَ
اللهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَعَلَى
سَمْعِهِمْ}
لأنهم
لم يقبلوا الهداية من أول الأمر، فلما لم
يقبلوا الهداية من أول الأمر عاقبهم الله
بالحرمان، {وَنُقَلِّبُ
أَفْئِدَتَهُمْ وَأَبْصَارَهُمْ كَمَا
لَمْ يُؤْمِنُوا بِهِ أَوَّلَ مَرَّةٍ
وَنَذَرُهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ
يَعْمَهُونَ (110)
} ،
فالذي يتبيّن له الخير والهدى والإيمان
ولم يقبل، بل يستمر على ما هو عليه من
الطغيان والكفر والعناد فإنه يعاقب بفساد
قلبه -والعياذ
بالله-
وعدم
هداية قلبه {وَاللهُ
لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ}
.