قال الشيخ صالح الفوزان حفظه الله في شرحه لكتاب التوحيد(2/93-94): قال الله تعالى: { فَمَن كَانَ يَرْجُو
لِقَاء رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً
صَالِحاً وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ
رَبِّهِ أَحَداً }
[ الكهف/110]
قوله:
{أَحَداً}
نكرة
في سياق النهي، تعمُّ كلَّ أحد، فالله لا
يقبل أن يُشرك معه أحد لا من الملائكة،
ولا من الرسل، ولا من الأولياء والصالحين،
ولا من الأحجار والأشجار، ولا من الجن،
ولا من الإنس.
فهذا فيه ردٌ على الذين يقولون: إنما الشرك عبادة الأصنام فقط، أما أن نتقرَّب إلى
الله ونتوسّل إلى الله بأولياء وعبادٍ
صالحين، فهذا ليس مثل عبادة الأصنام.
وهذا
باطل، لأن الله يقول:
{وَلا
يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَداً}
،
وهو عام يشمل كلُّ من عبد مع الله، سواءً
كان من الجن، أو من الإنس، أو من الملائكة،
أو من الأنبياء والرسل، أو من الصالحين
والأولياء، أو أيًّا كان، فالله لا يقبل
أن يُشرك معه في عبادته أحد كائناً من
كان، ولا تفريق في ذلك بين الأصنام وبين
الأولياء والصالحين والأضرحة كله داخل
في قوله تعالى:
{وَلا
يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَداً}
.