قال الشيخ صالح الفوزان حفظه الله في شرحه لكتاب التوحيد(2/155): ذكر الله سبحانه وتعالى في مطلَع هذه السّورة -سورة البقرة- انقسامَ النّاس
أمامَ القرآن الكريم إلى ثلاثة أقسام:
القسم
الأول:
الذين
آمنوا بالقرآن ظاهراً وباطناً، وهم
المتّقون المذكورون في قوله تعالى:
{هُدىً
لِلْمُتَّقِينَ *
الَّذِينَ
يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ}
إلى
قوله:
{أُولَئِكَ
عَلَى هُدىً مِنْ رَبِّهِمْ}
.
القسم
الثاني:
الذين
كفروا بالقرآن ظاهراً وباطناً، وهم
المذكورون في قوله تعالى:
{إِنَّ
الَّذِينَ كَفَرُوا سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ
أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ
لا يُؤْمِنُونَ (6)
خَتَمَ
اللهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَعَلَى
سَمْعِهِمْ وَعَلَى أَبْصَارِهِمْ
غِشَاوَةٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ (7)
} .
الصّنف
الثّالث:
الذين
آمنوا بالقرآن ظاهراً وكفروا به باطناً
وهم المنافقون، وهم شرٌّ من الكُفّار
الذين كفروا بالقرآن ظاهراً وباطِناً،
ولهذا أنزل الله فيهم بِضعَ عشر آية،
بينما ذكر في الكفّار آيتين، لأنّهم أخطر
من الكُفّار، وذلك في قوله تعالى:
{وَمِنَ
النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللهِ
وَبِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَمَا هُمْ
بِمُؤْمِنِينَ (8)
يُخَادِعُونَ
اللهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَمَا
يَخْدَعُونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ وَمَا
يَشْعُرُونَ (9)
فِي
قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَهُمُ اللهُ
مَرَضاً وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا
كَانُوا يَكْذِبُونَ (10)
وَإِذَا
قِيلَ لَهُمْ لا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ
قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ
(11)
أَلا
إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِنْ
لا يَشْعُرُونَ (12)
وَإِذَا
قِيلَ لَهُمْ آمِنُوا كَمَا آمَنَ النَّاسُ
قَالُوا أَنُؤْمِنُ كَمَا آمَنَ
السُّفَهَاءُ أَلا إِنَّهُمْ هُمُ
السُّفَهَاءُ وَلَكِنْ لا يَعْلَمُونَ
(13)
} إلى
قوله تعالى:
{وَلَوْ
شَاءَ اللهُ لَذَهَبَ بِسَمْعِهِمْ
وَأَبْصَارِهِمْ إِنَّ اللهَ عَلَى كُلِّ
شَيْءٍ قَدِيرٌ}
،
هذه الآيات كلّها في المنافقين، وهم
الصّنف الثّالث.