قال الشيخ صالح الفوزان حفظه الله في شرحه لكتاب التوحيد(2/58): مهما حرِص الإنسان وحرصت الواسطة التي
عمدها، فالحرص لا يجلب لك المطلوب إذا لم
يقدِّره الله سبحانه وتعالى.
لو
أراد الله لك شيئاً فلو اجتمع أهل الأرض
أن يمنعوه لم يستطيعوا كما قال صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
"واعلم
أن النّاس لو اجتمعوا على أن ينفعوك بشيء
لم ينفعوك إلاَّ بشيء قد كتبه الله لك،
ولو اجتمعوا على أن يضرُّوك لم يضروك
إلاَّ بشيء قد كتبه الله عليك".
إذاً علِّق قلبك بالله سبحانه وتعالى وأحسِن
المعاملة مع الله:
{وَمَنْ
يَتَّقِ اللهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً
*
وَيَرْزُقْهُ
مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ وَمَنْ
يَتَوَكَّلْ عَلَى اللهِ فَهُوَ حَسْبُهُ}
.
وهذا
هو حقيقة التّوحيد؛ أن يكون العبد معتمداً
على الله ومتوكِّلاً على الله، ويعتقد
أن النّاس مجرّد أسباب، والأسباب إن شاء
الله نفعتْ وإنْ شاء لم تنفع، فلا يجعل
الحمد والذم للناس، وإنما يجعل الحمد لله
سبحانه وتعالى، وإذا لم يحصل له مطلوبه
فليصبر وليعلم أن ما قُدِّر له لا بد أن
يكون فليحمد الله أيضاً.
وليس
معنى ذلك أن الإنسان لا يحرص على طلب
الخير، قال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ:
"احرص
على ما ينفعك، واستعن بالله"،
فجمع بين الأمرين:
الحرص
والاستعانة.
فالحرص
ليس مذموماً، وإنما المذموم:
الاعتماد
على الحرص واعتقاد أنه يحصل به المطلوب.