قال الشيخ صالح الفوزان حفظه الله في شرحه لكتاب التوحيد(2/121): الإيمان بالكُتُب التي أنزلها الله سبحانه وتعالى على رُسله هو
أحد أركان الإيمان الستّة، يجب الإيمان بها، ما سمّى الله
منها وما لم يسمّ.
أما
الذي يؤمن بكتابٍ ويكفُر بالكتب الأخرى
فهذا كافرٌ بالجميع، فاليهود إذا قيل
لهم:
آمنوا
بما أنزل الله، {قَالُوا
نُؤْمِنُ بِمَا أُنْزِلَ عَلَيْنَا
وَيَكْفُرُونَ بِمَا وَرَاءَهُ وَهُوَ
الْحَقُّ مُصَدِّقاً لِمَا مَعَهُمْ}
،
فالذي يقول:
لا
نؤمن إلاّ بالكتاب الذي نزل على رسولنا
فقط، أما الكتاب الذي نزل على غير رسولنا
فلا نؤمن به، فهذا
كافر بالكتاب الذي نزل على رسوله، لأنّ
الكتب مصدرها واحد، يصدِّق بعضها بعضاً،
وكلّها من الله سبحانه وتعالى، والرُّسل
إخوة، كلّهم-
عليهم
الصلاة والسلام-
إخوة،
دعوتهم واحدة، ومنهجهم واحد، فالذي يؤمن
بكتاب ويجحد غيره، أو يؤمن بالكتب إلا
واحداً منها، أو يؤمن بالرسل ويكفر ببعضهم
فهذا كافر ٌبالجميع، ولهذا قال:
{كَذَّبَتْ
قَوْمُ نُوحٍ الْمُرْسَلِينَ (105)
} ،
{كَذَّبَتْ
عَادٌ الْمُرْسَلِينَ (123)
} ،
{كَذَّبَتْ
ثَمُودُ الْمُرْسَلِينَ (141)
} ،
{كَذَّبَتْ
قَوْمُ لُوطٍ الْمُرْسَلِينَ (160)
} ،
مع أنهم لم يكذُبوا إلا رسولهم، لكن لَمّا
كفروا
برسولهم
صاروا مكذبين للمرسلين جميعاً، لأنّ
الرسل-
عليهم
الصلاة والسلام-
دينهم
واحد، ومنهجهم واحد، وهم إخوة، يجب الإيمان
بهم جميعاً.