قال الشيخ صالح الفوزان حفظه الله في شرحه لكتاب التوحيد(2/84-85): إثارة
العصبيات والقوميات والحزبيات، وما إلى
ذلك.
كل
ذلك من دعوى الجاهلية.
وكذا
التعصب للأقوال والمذاهب التي لا دليل
عليها.
قال
ابن القيِّم رحمه الله:
"المراد
بدعوى الجاهلية:
كل
من تعصّب إلى مذهب، أو تعصّب إلى قبيلة".
فالعصبية
الجاهلية والنخوة الجاهلية كلُّه يدخل
في دعوى الجاهلية، فلا يجوز للمسلم أنه
يتعصّب لأحد العلماء أو لأحد المذاهب ولا
يقبل غير هذا المذهب أو لا يقبل غير هذا
الرجل من العلماء، فهذه عصبية جاهلية.
أو
يتعصّب لقبيلته إذا كانت على خطأ، كما
يقول الشاعر:
وهل
أنا إلاَّ من غَزِيّة إنْ غَوَتْ ...
غَوَيْتُ
وإن تَرْشَد غزية أَرْشَد
والواجب
على المسلم:
أن
يَتْبع الحق سواء كان مع إمامه أو مع غيره،
وسواء كان مع قبيلته أو مع غيرها، والله
سبحانه وتعالى يقول:
{يَا
أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا
قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ
لِلَّهِ وَلَوْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ أَوِ
الْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ}
.
فلا
تجوز العصبية للمذاهب، ولا تجوز العصبية
للأشخاص، ولا تجوز العصبية للقبائل،
وإنما المسلم يَتْبَع الحق مع من كان،
ولا يتعصّب، ولا يترك الحق الذي مع خصمه.
فالمسلم
يدور مع الحق أينما كان، سواءً كان في
مذهبه، أو مع إمامه، أو مع قبيلته، أو حتى
مع عدوه.
والرجوع
إلى الحق خيرٌ من التمادي في الباطل،
والله تعالى يقول:
{وَإِذَا
قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا وَلَوْ كَانَ ذَا
قُرْبَى}.