قال الشيخ صالح الفوزان حفظه الله في شرحه لكتاب التوحيد(2/81-82) وعند شرحه على قول المؤلف: وقول
الله تعالى:
{وَمَنْ
يُؤْمِنْ بِاللهِ يَهْدِ قَلْبَهُ}
.قال
علقمة:
"هو
الرجل تصيبه المصيبة، فيعلم أنها من عند
الله، فيرضى ويسلِّم":
معنى
قوله:
"هو
الرجل تصيبه المصيبة"
يعني:
تنزل
به المصيبة، إما في نفسه وإما في ماله
وإما في ولده وإما في أهله وإما في أقاربه،
فلا يجزع، ولكن يعلم أنها من عند الله،
يعلم أن الله قد قدّرها وقضاها، وما قضاه
الله وقدّره فلابد أن يقع، فلا يقول:
لو
أني فعلت كذا، لو أني عملت كذا ما نزلت
بيَ المصيبة.
فالمؤمن يعلم
هذا فيهون عليه الأمر، يعلم أنها من عند
الله فيرضى بقضاء الله، ولا يجزع ولا
يسخط، ويسلِّم لله عزّ وجلّ، ولقضاء الله
وقدره.
وقد
سمّى الله هذا التسليم وهذا الرضى إيماناً،
فقال:
{وَمَنْ
يُؤْمِنْ بِاللهِ}
يعني:
يرضى
بقضاء الله ويسلِّم له، وهذا هو الشاهد:
إن
الله سمى الصبر على المصيبة والرضى بقضاء
الله وقدره إيماناً.
{يَهْدِ
قَلْبَهُ}
فثمرة
الرضاء بقضاء الله والصبر والاحتساب:
هداية
قلبه، لأن الله يجعل في قلبه الإيمان
والبصيرة والنور، وهذه ثمرة الصبر على
قضاء الله وقدره.
أما
الذي يجزع فإن ذلك يسبِّب العكس، يسبِّب
عمى قلبه، واضطراب نفسه، فهو يكون دائماً
في اضطراب وقلق.
أما
المؤمن فهو مرتاح، من هذا كله.