قال الشيخ صالح الفوزان حفظه الله في شرحه لكتاب التوحيد(2/94-95): الله
سبحانه وتعالى غنيٌّ عن عبادة خلقه، وإنما
أمرهم بعبادته لمصلحتهم هم، لأنهم محتاجون
إلى الله عزّ وجلّ ولا يقربهم من الله
إلاَّ العبادة، فعبادتهم لله من أجل
مصلحتهم، من أجل أن يغفر الله لهم، وأن
يرزقهم، وأن يُدخلهم الجنة، فالمصلحة من
عبادتهم عائدةٌ إليهم، أما الله سبحانه
وتعالى فإنه لا تنفعه طاعة الطائعين ولا
تضرُّه معصية العاصين، وإنما هو النافع
الضار، ولهذا يقول سبحانه وتعالى:
{إِنْ
تَكْفُرُوا فَإِنَّ اللهَ غَنِيٌّ
عَنْكُمْ وَلا يَرْضَى لِعِبَادِهِ
الْكُفْرَ وَإِنْ تَشْكُرُوا يَرْضَهُ
لَكُمْ}
،
ويقول سبحانه وتعالى حكاية
عن موسى-
عليه
الصلاة والسلام-:
{وَقَالَ
مُوسَى إِنْ تَكْفُرُوا أَنْتُمْ وَمَنْ
فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً فَإِنَّ اللهَ
لَغَنِيٌّ حَمِيدٌ (8)
} .
وفي
الحديث القدسي الذي رواه أبو ذر رضي الله
عنه:
أن
الله سبحانه وتعالى يقول:
"يا
عبادي، لو أنّ أوّلكم وآخِركم وإنْسكم
وجنّكم كانوا على أتقى قلب رجل واحد منكم
ما زاد ذلك في ملكي شيئاً، ولو كان أولكم
وآخركم وجنكم وإنسكم كانوا على أفجر قلب
رجل منكم ما نقص ذلك من ملكي شيئاً".
إذاً،
فعبادة النّاس لله يرجع ثوابها ويرجع
خيرها إليهم، أما الله جل وعلا فهو غنيٌّ
عنها، ومن باب أولى:
من
عمل عملاً أشرك مع الله فيه فإنه سبحانه
وتعالى غنيٌّ لا يقبل ما فيه شرك، وإنما
يتقبّل الخالص لمصلحة العباد.
وهذا
يدخل فيه الرياء، فمن عمل عملاً ودخله
الرياء والقصد لغير الله سبحانه وتعالى
فإن الله يردُّه عليه ولا يقبله منه.