الاثنين، 9 ديسمبر 2013

من صفة رسولنا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه يحب التيسير لأمته، ويكره المشقة عليها

 قال الشيخ صالح الفوزان حفظه الله في شرحه لكتاب التوحيد(1/312): الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يشق عليه ما يشق على أمته، وكان يحب لهم التسهيل دائماً، ولهذا كان صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يحب أن يأتي بعض الأعمال ولكنه يتركها رحمة بأمته خشية أن يشق عليهم، ومن ذلك: صلاة التراويح، فإنه صلاها بأصحابه ليالي من رمضان، ثم تخلف عنهم في الليلة الثالثة أو الرابعة، فلما صلّى الفجر، بيّن لهم صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه لم يتخلّف عنهم إلاَّ خوف أن تُفرض عليهم صلاة التراويح، ثمّ يعجزوا عنها، هذا من رحمته وشفقته بأمته.
وقال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك عند كل صلاة"، فلم يمنعه من ذلك إلاَّ خوف المشقة على أمته، وكان يحب تأخير صلاة العشاء إلى ثلث الليل، ولكنه خشي المشقة على أمته عليه الصلاة والسلام.
وهكذا كل أوامره-، يراعي فيها التوسيع على الأمة، وعدم المشقة، لا يحب لهم المشقة أبداً، ويحب لهم دائماً التيسير عليهم، ولذلك جاءت شريعته سمحة سهلة، كما قال تعالى: {وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ} ، {مَا يُرِيدُ اللهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ حَرَجٍ وَلَكِنْ يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ} .
ولما ذكر الإفطار في رمضان للمسافر والمريض ذكر أنه شرع ذلك من أجل التسهيل: {يُرِيدُ اللهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ} .

هذا من صفة هذا الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه يحب التيسير لأمته، ويكره المشقة عليها.