قال الشيخ صالح الفوزان حفظه الله في شرحه لكتاب التوحيد(1/314): هناك
ناس الآن يقولون:
لا
تذكروا الشرك، ولا تذكروا العقائد، يكفي
التسمّي بالإسلام، لأن هذا ينفّر النّاس
ويفرق الناس، اتركوا كلاًّ على عقيدته،
دعونا نجتمع ولا تفرقونا.
يا
سبحان الله، نترك الشرك ولا نتكلم في أمر
التّوحيد من أجل أن نجمع الناس؟!!.
وهذا
الكلام باطل من وجوه:
أولاً:
لا
يمكن اجتماع النّاس إلاَّ على العقيدة
الصحيحة.
وثانياً:
ما
الفائدة من الاجتماع على غير عقيدة، هذا
ماذا يؤدي إليه؟، لا يؤدي إلى نتيجة أبداً.
فلا
بد من الاهتمام بالعقيدة، ولابد من تخليصها
من الشرك، ولا بد من بيان التّوحيد، حتى
يحصل الاجتماع الصحيح على الدين، لا يجتمع
النّاس إلاَّ على التّوحيد، لا يوحد
النّاس إلاَّ كلمة:
لا
إله إلاَّ الله؛ قولاً وعملاً واعتقاداً.
هذا
هو الذي جمع العرب على عهد الرسول صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وجعلهم أمة
واحدة هو الذي يجمعهم في آخر الزمان، أما
بدون ذلك فلا يمكن الاجتماع مهما حاولتم،
فلا تتعبوا أنفسكم أبداً، وهذا من الجهل
أو من المغالطة.
فالتّوحيد
ليس هو الذي يفرق الناس، بل العكس؛ الذي
يفرق النّاس هو الشرك، والعقائد الفاسدة،
والبدع والمنهجيات هذه هي التي تفرق
الناس، أما التّوحيد والاتباع للرسول
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فهذا
هو الذي يوحد الناس، كما وحّدهم في أول
الأمر، ولا يُصلح آخر هذه الأمة إلاَّ ما
أصلح أولها.