قال الشيخ صالح الفوزان حفظه الله في شرحه لكتاب التوحيد(1/285) وعند شرحه على حديث عائشة رضي الله عنها:
أن
أم سلمة رضي الله عنها، ذكرت لرسول الله
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كنيسة
رأتها بأرض الحبشة، وما فيها من الصور،
فقال:
"أولئك
إذا مات فيهم الرجل الصالح أو العبد
الصالح؛ بنوا على قبره مسجداً، وصوّروا
فيه تلك الصور، أولئك شِرار الخلق عند
الله":
قال
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
"أولئكِ
شرار الخلّق عند الله"
فدلّ
على أن من بنى المسجد على القبر، أو صوّر
الصور ونصبها؛ أنه من شرار الخلق.
وشرار:
جمع
شر، وهو أفعل تفضيل، والمراد به:
أشد
الناس شرًّا، فدلّ على أن الذي يبني
المساجد على القبور أنه أشد الناس شرًّا-
والعياذ
بالله-،
وفي الحديث الآخر الذي سيأتي:
"إن
من شرار الخلق من تدركهم الساعة وهم أحياء،
والذين يبنون المساجد على القبور"
لأنهم
فتحوا للنّاس باب الشرك بهذا الفعل،
وتسبّبوا في انحراف الأمة، وما حدث الشرك
في هذه الأمة إلاّ بسبب البناء على القبور.
وأول
من بنى على القبور في الإسلام-
كما
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية-
هم:
الشيعة،
الفاطميون، ثمّ قلدهم من قلدهم من المنتسبين
إلى السنّة من الصوفية وغيرهم، فبنيت
المساجد على القبور في الأمصار.
ولا
تزال الأمة الإسلامية تعاني من شر هذه
القبور وفتنتها، وحدوث الشرك في الأمة،
الذي لا يقره من يؤمن بالله ورسوله، لأنه
شرك صُراح، وأصبحت هذه المساجد المبنية
على القبور أوثاناً تُعبد من دون الله،
ويظن أصحابها أن ذلك من الإسلام، وأن من
أنكره فهو خارج عن الإسلام، كالذين يقولون:
{إِنَّا
وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ
وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِمْ مُقْتَدُونَ}
،
فهم شرار الخلق، وإن كانوا يزعمون في
أنفسهم أن ذلك إصلاح، وأنهم خير الخلق.