قال الشيخ صالح الفوزان حفظه الله في شرحه لكتاب التوحيد(1/258):
قال الله تعالى لنبيه: { إِنَّكَ
لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ
اللهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ
أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ}
فنفى
سبحانه وتعالى عن نبيه محمَّد صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه يملك
الهداية لأحد، كما قال تعالى:
{لَيْسَ
عَلَيْكَ هُدَاهُمْ وَلَكِنَّ اللهَ
يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ}
،
قال سبحانه:
{وَمَا
أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ
بِمُؤْمِنِينَ (103)
} .
فإن
قلت:
أليس
الله جل وعلا قال في الآية الأخرى:
{وَإِنَّكَ
لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ}
،
فأثبت في هذه الآية أن الرسول يهدي إلى
صراط مستقيم؟.
فالجواب
عن ذلك:
أن
الهداية هدايتان:
هداية
يملكها الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ، وهداية لا يملكها.
أما
الهداية التي يملكها الرسول فهي:
هداية
الإرشاد والدعوة والبيان ويملكها كل عالم
يدعو إلى الخير.
أما
الهداية المنفيّة فهي:
هداية
القلوب، وإدخال الإيمان في القلوب، فهذه
لا يملكها أحد إلاّ الله سبحانه وتعالى.
فنحن
علينا الدعوة، وهداية الإرشاد والإبلاغ،
أما هداية القلوب فهذه بيد الله سبحانه
وتعالى، لا أحد يستطيع أن يوجد الإيمان
في قلب أحد إلاّ الله عزّ وجلّ، هذا هو
الجواب عن الآيتين الكريمتين.