قال الشيخ صالح الفوزان حفظه الله في شرحه لكتاب التوحيد(1/257-258):
المشرك
لا يجوز الاستغفار له ولا التّرحّم عليه
إذا مات على الشرك، وكذلك في حالة الحياة
فالمشرك لا يستغفر له وهو حي، ولا يُترحّم
عليه، وإنما يطلب له الهداية، يُقال:
اللهم
اهده، أما الاستغفار والترحّم فإنه لا
يجوز للمشركين، لا أحياءً ولا أمواتاً،
لأنه لا تجوز محبتهم وموالاتهم ما داموا
على الشرك، وإبراهيم عليه السلام استغفر
لأبيه لأنه وعده أن يستغفر له، {فَلَمَّا
تَبَيَّنَ لَهُ أَنَّهُ عَدُوٌّ لِلَّهِ
تَبَرَّأَ مِنْهُ}
.
"وأنزل
الله في أبي طالب:
{إِنَّكَ
لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ}
" {إِنَّكَ}
أيها
الرسول،
{لا
تَهْدِي}
لا
تملك هداية "
{مَنْ
أَحْبَبْتَ}
" من
أقاربك وعمك، والمراد بالمحبة هنا:
المحبة
الطبيعية، ليست المحبة الدينيّة، فالمحبة
الدينيّة لا تجوز للمشرك، ولو كان أقرب
الناس:
{لا
تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللهِ
وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ
حَادَّ اللهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا
آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ
إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ}
،
فالمودة الدينيّة لا تجوز، أما الحب
الطبيعي فهذا لا يدخل في الأمور الدينيّة.