الأربعاء، 4 ديسمبر 2013

أبو جهل كان أفهم من كثير من الخرافيين في هذا الزمان بمعنى لا إله إلا الله

قال الشيخ صالح الفوزان حفظه الله في شرحه لكتاب التوحيد(1/260) وعند شرحه على حديث ابن المسيّب عن أبيه-كما في الصحيح- قال: لما حضرت أبا طالب الوفاة جاءه رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وعنده عبد الله بن أبي أمية، وأبو جهل، فقال له: "يا عم، قل: لا إله إلاّ الله؛ كلمة أحاجّ لك بها عند الله".
فقالا له: أترغب عن ملّة عبد المطلب؟، فأعاد عليه النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فأعادا، فكان آخر ما قال: هو على ملّة عبد المطلب، وأبى أن يقول لا إله إلاّ الله.
فقال النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "لأستغفرن لك ما لم أنه عنك" فأنزل الله سبحانه وتعالى: {مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ} .
وأنزل الله في أبي طالب: {إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ} .
قال الشيخ-أي الفوزان-: هذا الحديث مع الآية يدلان على مسائل عظيمة:
وذكر منها:
المسألة السابعة: وهي عظيمة جدًّا: تفسير لا إله إلاّ الله كما يقول الشيخ رحمه الله، وأن معناها: ترك عبادة غير الله، لأن أبا جهل وزميله فهما أنه إذا قال: لا إله إلاّ الله فقد ترك ملّة عبد المطّلب، وأن لا إله إلاّ الله ليست مجرّد كلمة تُقال، وإنما هي كفر بالطّاغوت وإيمان بالله عزّ وجلّ، بخلاف ما يعتقده كثير من الخرافيين في هذا الزمان، يقولون: لا إله إلاّ الله، ويقولون: يا حسين، ويا فلان، ويذبحون للموتى، ويستغيثون بهم، وهم يقولون: لا إله إلاّ الله!!، بل لهم أوراد صباحية ومسائية يقولونها بالمئات، ثم يذبحون للضريح ويطوفون به، ويستغيثون به.
فدلّ على أن أبا جهل أفهم منهم بمعنى لا إله إلاّ الله، لأن أبا جهل فهم أن معنى لا إله إلاّ الله: ترك عبادة الأوثان، وهؤلاء ما فهموا هذا، ما فهموا أن لا إله إلاّ الله معناها؛ ترك عبادة القبور، وهذا من الفقه العظيم، وهذه هي العقيدة الصحيحة، والداعي إلى الله يجب أن يفهم هذا الفقه، لأن هذا هو فقه الدعوة.