السبت، 7 ديسمبر 2013

بعض العلماء يرون أن النفخات ثلاثة: نفخة الفزع ونفخة الموت ونفخة البعث

قال الشيخ صالح الفوزان حفظه الله في شرحه لكتاب التوحيد(1/296-297): نفخة الصعق يموت بها الخلق- إلاّ من شاء الله-، وهي المذكورة في قوله تعالى: {وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شَاءَ اللهُ} صعقوا أي: ماتوا مرة واحدة من أثر الصعقة، إذا نفخ إسرافيل في الصور النفخة الأولى صعق كل الأحياء، إلاّ من استثنى الله سبحانه وتعالى بقوله: {إِلَّا مَنْ شَاءَ اللهُ} ، {ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَى فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنْظُرُونَ} وهذه نفخة البعث. الأولى نفخة الموت، والثانية: نفخة البعث، ينفخ إسرافيل عليه السلام في الصور مرّة ثانية، فيقومون من قبورهم أحياء يمشون: {فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنْظُرُونَ} ، وهذا بقدرة الله سبحانه وتعالى، فهاتان نفختان: نفخة الصعق، ونفخة البعث.
وهناك نفخة ثالثة ذكرها الله في آخر سورة النمل: {وَيَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ فَفَزِعَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شَاءَ اللهُ} فهذه نفخة الفزع، وبعض العلماء -كشيخ الإسلام ابن تيمية وغيره- يرون أن النفخات ثلاثة:
نفخة الفزع، وهي المذكورة في سورة النمل.
ونفخة الموت. ونفخة البعث. وهما المذكورتان في سورة الزمر.
وبعض العلماء يرى أنه ليس هناك إلاّ نفختان: نفخة الصعق، ونفخة البعث، ونفخة الصعق هذه عندهم هي نفخة الفزع، يفزعون ثمّ يموتون.
فالذين يحضرون هذا الحدث الهائل- وهو: نفخة الصعق- هم شرار الناس، لأن المؤمنين يموتون قبل ذلك، كما قال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "لا تقوم الساعة وفي الأرض من يقول: الله، الله" لأنه إذا كان فيها من يقول: الله، الله، ويذكر الله فالحياة تبقى في هذه الدنيا، لأن ذكر الله والتّوحيد والعبادة عِمارة لهذه الأرض، فإذا فُقد ذلك استحق أهلها العقوبة، فيحصل بذلك الموت العام.
أما قوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "لا تزال طائفة من أمتي على الحق ظاهرين لا يضرهم من خذلهم، ولا من خالفهم حتى يأتي أمر الله" فالمراد بذلك أنهم يموتون قبل ذلك، يقبض الله أرواحهم قبل ذلك بريح يرسلها الله تقبض روح كل مؤمن ومؤمنة، ولا يحضرون هذا الحدث المروّع، رحمة من الله تعالى بهم.