قال الشيخ صالح الفوزان حفظه الله في شرحه لكتاب التوحيد(1/224):
السحر
معروف، وهو:
عملية
يعلمها الساحر إما بالعُقَد والنَّفْث
{وَمِنْ
شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ (4)
} ،
وإما بكلام الكفر والشرك، فهو عزائم ورُقى
شيطانية، وإما بمواد خبيثة تركّب بعضها
مع بعض ثم يتكوّن منها السحر، فالسحر عمل
شيطاني، والسحر كفر، والساحر كافر، بدليل
قوله تعالى:
{وَلَكِنَّ
الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ
النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنْزِلَ عَلَى
الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ
وَمَارُوتَ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ
أَحَدٍ حَتَّى يَقُولا إِنَّمَا نَحْنُ
فِتْنَةٌ فَلا تَكْفُرْ}
،
فدلّ على أن الذي يتعلم السحر يكفر، لأن
السحر كفر.
وأما
الكِهانة فمعناها:
الإخبار
عن المغيبات بسبب ما يتلقاه الكاهن عن
الشيطان، لأن الشيطان يخبر الكاهن بأمور
غائبة عن بني آدم، لأن الشيطان عنده قدرة
أكبر من قدرة بني آدم، فهو يطير في الهواء،
ويصل إلى السحاب، ويسترق السمع، ويطير
بسرعة من الأمكنة البعيدة، فعنده مقدرة
ليست عند الإنسي، فالإنسي يخضع للشيطان،
ويتقرب إلى الشيطان بما يحب من الكفر
بالله والشرك بالله حتى يخدمه
الشيطان بما يريد من الأمور الغائبة عن
بني آدم.