قال الشيخ صالح الفوزان حفظه الله في شرحه لكتاب التوحيد(1/226-227): القرآن
يفسر بأحد أربعة أمور:
أولاً:
يفسّر
القرآن بالقرآن.
ثانياً:
إذا
لم يكن فيه تفسير من القرآن يفسر بسنة
الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
ثالثاً:
إذا
لم يكن فيه تفسير من الرسول صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يفسر بأقوال الصحابة،
لأنهم تلاميذ الرسول صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وعنه تعلموا وتلقوا
العلم فهم أدرى النّاس بسنة الرسول صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
رابعاً:
إذا
لم يكن هناك تفسير من الصحابة يفسر بمقتضى
لغة العرب التي نزل بها، ينظر إلى معنى
الكلمة في لغة العرب ويفسر بلغة العرب
التي نزل بها.
أما
أن يفسر القرآن بغير هذه الطرق فهذا باطل،
إما بالقرآن، وإما بالسنّة، وإما بقول
الصحابي، وإما بلغة العرب التي نزل بها،
ولا يفسر القرآن بغير هذه الوجوه.
نعم،
اختلفوا في قول التابعي:
هل
يفسر به القرآن؟، منهم من يرى ذلك، فيكون
وجهاً خامساً، لأن التابعي له خاصية،
لأنه تتلمذ على صحابة الرسول صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فله ميزة
على غيره ممن تتلمذ على غير الصحابة.
أما
تفسير القرآن بغير هذه الوجوه فلا يجوز،
لأنه قول على الله بلا علم، فالذين يفسرون
القرآن بالنظريّات الحديثة -أو
ما يسمونه بالعلم الحديث-
فهذا
خطأ، وهذا قول على الله بلا علم، فالنظريّات
هذه عمل بشر، تصدق وتكذب، وكثير منها
يكذب، ويأتي نظرية أخرى تبطل هذه النظرية
السابقة، مثل:
ما
عند الأطباء، ومثل:
ما
عند الفلاسفة، لأنه عمل بشر، فالنظريّات
الحديثة لا يفسر بها كلام رب العالمين،
ولا يقال:
هذا
من الإعجاز العلمي-
كما
يسمونه-،
هذا ليس بإعجاز علمي أبداً، كلام الله
يُصان عن نظريّات البشر، وعن أقوال البشر،
لأن هذه النظريّات تضطرب ويكذب بعضها
بعضاً، فهل يفسّر كلام ربنا بنظريّات
مضطّربة؟، هذا باطل ولا يجوز، ويجب رفض
هذا التفسير، والاقتصار على الوجوه
الأربعة-
أو
الخمسة-
التي
نصّ عليها أهل العلم، كما ذكرها ابن كثير
رحمه الله، في أول التفسير.