قال الشيخ صالح الفوزان حفظه الله في شرحه لكتاب التوحيد(1/206-207):
وقوله:
{وَالَّذِينَ
تَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ
مِنْ قِطْمِيرٍ}
الآية:
{وَالَّذِينَ
تَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ}
أي:
غير
الله سبحانه وتعالى، وهذا يشمل كل ما عُبد
من دون الله، لأن الاسم الموصول من صيغ
العموم، فيشمل كل ما عُبد من دون الله من
آدميِّين، أو أحجار، أو أشجار، أو ملائكة،
أو غير ذلك.
والقطمير
هو الغشاء الرقيق الذي يكون على النواة
وهو شيء حقير:
{إِنْ
تَدْعُوهُمْ لا يَسْمَعُوا دُعَاءَكُمْ
وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجَابُوا لَكُمْ}
.
يُشترط
في المدعُو ثلاثة شروط:
الأول:
أن
يكون مالكاً لما يطلب منه.
الثاني:
أن
يكون يسمع الداعي.
الثالث:
أن
يكون يقدر على الإجابة.
وهذه
الأمور لا تتّفق إلاّ في الله سبحانه
وتعالى، فإنه المالك، السميع، القادر
على الإجابة، أما هذه المعبودات فهي
أولاً:
فقيرة،
ليس لها ملك.
ثانياً:
لا
تسمع من دعاها.
وثالثاً:
لو
سمعت فإنها لا تقدر على الإجابة.
ففي
قوله تعالى:
{مَا
يَمْلِكُونَ مِنْ قِطْمِيرٍ}
انتفى
الشرط الأول.
وفي
قوله:
{إِنْ
تَدْعُوهُمْ لا يَسْمَعُوا دُعَاءَكُمْ}
انتفى
الشرط الثاني.
وفي
قوله:
{وَلَوْ
سَمِعُوا مَا اسْتَجَابُوا لَكُمْ}
انتفى
الشرط الثالث.
إذاً
بَطل دعاؤها.