قال الشيخ صالح الفوزان حفظه الله في شرحه لكتاب التوحيد(1/319) وعند شرحه على حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "لا تجعلوا بيوتكم قبوراً، ولا تجعلوا قبري عيداً، وصلوا عليَّ؛ فإن صلاتكم تبلغني حيث كنتم" رواه أبو داود بإسناد حسن، ورواته ثقات:
قوله:
"فإن
صلاتكم تبلغني"
فالله
جل وعلا وكّل بصلاة المصلين على النبي
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من
يبلغ الرسول إياها وهو في قبره صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ففي أي مكان
صليت عليه فإن صلاتك تبلغه ولو كنت في
المشرق أو في المغرب، وهذا من آيات الله
سبحانه وتعالى، أنها تبلغه الصلاة عليه
في قبره صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ،
وهذا من أمور البرزخ التي لا يعلمها إلاَّ
الله سبحانه وتعالى.
فقوله:
"فإن
صلاتكم تبلغني حيث كنتم"
أي:
أينما
كنتم في بر، أو في بحر، قريبين أو بعيدين،
في المشرق أو المغرب.
وفي
هذا الحديث دليل على أنه ليس للصلاة عليه
عند قبره خاصية، بل إذا قصد الإنسان القبر
لأجل الصلاة عليه فهذا منهي عنه، لكن إذا
قصد قبره للسلام عليه ويصلي عليه فهذا
مشروع، فتسلم وتصلي على الرسول عند قبره
إذا قدمت من سفر، أما أن تقصده من أجل أن
تجلس أو تقف وتصلي عليه دائماً فهذا غير
مشروع، لأنه مطلوب منك الصلاة والسلام
عليه في أي مكان.