قال الشيخ صالح الفوزان حفظه الله في شرحه لكتاب التوحيد(2/18-19): منازل
القمر المراد بها:
المنازل
التي ينزلها في الشهر، وهي ثمانية وعشرون
منزلة؛ أربع عشرة منزلة يمانية، وأربع
عشرة منزلة شامية، ينزل في كل ليلة منزلة،
وعلامة هذه المنزلة نجمٌ من النجوم
المعروفة يقطعها القمر في شهر، بينما
تقطعها الشمس في سنة.
وكل
منزلة ثلاثة عشرة يوماً، وواحدة منها
أربعة عشر يوماً، وهي القلب.
وهل
يجوز تعلم هذه المنازل لمعرفتها من أجل
الحساب؟
على
قولين:
القول
الأول:
المنع،
وهو قول قتادة وسفيان بن عيينة، لأن هذا-
وإنْ
كان
لا
شيء فيه في نفسه-
إلاَّ
أنه وسيلة لأن يُعتقد فيها ما لا يجوز،
فهذا من سدِّ الذرائع، فلا يتعلّم منازل
القمر عندها، لأنه ربما يتدرّج إلى اعتقاد
أنها تؤثِّر في الكون وأنها..،
وأنها..،
ولأنه زائد على الفوائد الثلاث السابقة.
والقول
الثاني:
أنه
لا بأس بتعلّم منازل القمر، وهذا ما يسمّى
بعلم التسيير.
وهو
مذهب الإمام أحمد، وإسحاق بن راهويه،
وقول كثير من أهل العلم.
وهذا
هو الصحيح-
إن
شاء الله-
لأجل
ما فيه من الفوائد وعدم المحذور.
أما
الممنوع فهو علم التأثير، وهو:
اعتقاد
أن هذه النجوم تؤثِّر في الكون، هذا هو
الممنوع، أما معرفة حسابها من أجل الفوائد
من غير اعتقاد أنّ لها تأثيراً في الكون؛
فهذا لا بأس به، ولا يزال العلماء يتعلّمونه
ويعلِّمونه للناس لفوائده العظيمة.