قال الشيخ صالح الفوزان حفظه الله في شرحه لكتاب التوحيد(1/258-259): الله عز وجل لا
يضع هداية القلب إلاّ فيمن يستحقّها، أما
الذي لا يستحقّها فإن الله يحرمه منها،
والله عليم حكيم جلّ وعلا، ما يُعطي هداية
القلب لكل أحد، وإنما يُعطيها سبحانه من
يعلم أنه يستحقّها، وأنه أهل لها، أما
الذي يعلم منه أنه ليس أهلاً لها، ولا
يستحقّها، فإن الله يحرمه منها، ومن ذلك
حرمان أبي طالب، حرمه الله من الهداية
لأنه لا يستحقّها، فلذلك حرمه منها،
والحرمان له أسباب:
ومنها:
التعصّب
للباطل، وحميّة الجاهلية تسبّبان أن
الإنسان لا يوفّقه الله جل وعلا،
فمن تبيّن له الحق ولم يقبله فإنه يعاقب
بالحرمان -والعياذ
بالله-،
يعاقب بالزّيغ والضلال، ولا يقبل الحق
بعد ذلك، فمن بلغه الحق وجب عليه أن يقبله
مباشرة، ولا يتلكّأ ولا يتأخر، لأنه إن
تأخر فحريّ أن يُحرم منه:
{فَلَمَّا
زَاغُوا أَزَاغَ اللهُ قُلُوبَهُمْ}
،
{وَنُقَلِّبُ
أَفْئِدَتَهُمْ وَأَبْصَارَهُمْ كَمَا
لَمْ يُؤْمِنُوا بِهِ أَوَّلَ مَرَّةٍ}
.