قال الشيخ صالح الفوزان حفظه الله في شرحه لكتاب التوحيد(2/9-10) وعند شرحه على حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: "لا عدوى، ولا طَيرة، ولا هامة، ولا صفر" أخرجاه:
قوله
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
"ولا
هامَة"
الهامة:
طائر
يسمّى البومة، وكان العرب يتشاءمون به
إذا وقع على بيت أحدهم قال:
نعى
إليَّ نفسي أو أحداً من أهلي.
كانوا
يتشاءمون بها، ويقولون:
البوم
لا يقع إلاَّ على الخراب.
فهذا
من عقيدة الجاهلية.
وبعض
أهل الجاهلية يزعمون أنه إذا قُتل القتيل
ولم يؤخذ له بالثأر فإنه يخرج منه طائر
يسمّى الهامة، ويصوِّت:
أسقوني،
أسقوني"
يعني:
خذوا
بالثأر، ولهذا يقول الشاعر:
يا
عمرو إن لم تدع ذمي ومثلبتي
أضربك
حتى تقول الهامة أسقوني
وقوله
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
"ولا
صَفَر"
هذا
فيه قولان لأهل العلم:
القول
الأول:
أن
المراد بالصفر:
شهر
صفر، لأنهم كانوا في الجاهلية يتشاءمون
بهذا الشهر، فلا يتزوّجون فيه، ولا
يسافرون، ولا يتاجرون، ويعتقدون أنه شهرٌ
مشؤوم.
فردّ
عليهم النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ بأنه ليس هناك صفر مشؤوم، وإنما
صفرٌ شهر من أشهر الله، ليس فيه شؤم ولا
شرٌّ.
فهذا
فيه:
إبطال
لتشاؤمهم بشهر صفر.
والقول
الثاني:
أن
المراد بصفر:
مرض
يكون في المعدة، يزعمون أنه يُعْدي غير
المصاب به.
ولكن
سواءٌ قيل هذا أو هذا، كله منفي سواء
تشاءموا من الشهر أو تشاءموا من المرض،
كله لا أصل له، فليس في الشهر شؤم ولا في
المرض، وإنما
الأمراض بيد الله سبحانه وتعالى، هو الذي
ينزلها، وهو الذي يرفعها، هو الذي يُمرض،
وهو الذي يشفي سبحانه وتعالى، لا دخل
للشهور، ولا دخل لغيرها في هذا الأمر.