قال الشيخ صالح الفوزان حفظه الله في شرحه لكتاب التوحيد(1/267): إن غلو قوم نوح في الصالحين آل بهم إلى الشرك-
والعياذ
بالله-، فهذا فيه
ردٌّ على عبّاد القبور اليوم، الذين
يقولون:
البناء
على القبور من باب المحبة للصالحين.
وكوننا
نستغيث بهم، ونستشفع بهم، ونذبح لهم،
وننذر لهم، ونتبرّك بتربتهم، هذا ليس من
الشرك، هذا من باب محبة الصالحين.
ويقولون:
للذين
ينكرون هذا أنتم تبغضون الصالحين.
هكذا
فسروا المحبة والبُغض، بأن المحبة:
عبادتهم،
والبغض:
ترك
عبادتهم، هذا من انتكاس الفِطَر-
والعياذ
بالله-.
فالآية
والأثر(1) يردّان عليهم، لأن هذا ليس من محبة
الصالحين، وإنما هو من الغلو فيهم الذي
يؤول إلى الشرك-
والعياذ
بالله-.
________________________
(1): في
الصحيح عن ابن عباس رضي الله عنه في قول
الله تعالى:
{وَقَالُوا
لا تَذَرُنَّ آلِهَتَكُمْ وَلا تَذَرُنَّ
وَدّاً وَلا سُوَاعاً وَلا يَغُوثَ
وَيَعُوقَ وَنَسْراً (23)
} .
قال:
"هذه
أسماء رجال صالحين من قوم نوح، فلما هلكوا
أوحى الشيطان إلى قومهم:
أن
انصبوا إلى مجالسهم التي كانوا يجلسون
فيها أنصابًا، وسموها بأسمائهم، ففعلوا،
ولم تُعبد، حتى إذا هلك أولئك ونُسي العلم
عُبدت"