قال الشيخ صالح الفوزان حفظه الله في شرحه لكتاب التوحيد(1/289): العبادة عند القبر محرَّمَة، حتى ولو لم يُبْنَ
عليه بنية، لا بدعاء، ولا بصلاة، ولا
بذبح، ولا بنذر، ولا بغير ذلك، وإنما هدي
الإسلام أن القبور تُزار من أجل السلام
على الأموات، والدعاء لهم بالمغفرة
والرحمة، واتعاظ الزائر بأحوال الموتى،
هذا هو هدي الإسلام في القبور، وأن لا
تُهان القبور-
أيضاً-،
ولا تُمتهن، بل يُحافظ عليها، فلا تُهان
ولا تُداس.
فهدي
الإسلام وسط بين إفراط وتفريط، بين الغلو
فيها، وبين التساهل في شأنها وإهانتها،
يُحافظ عليها الإسلام، ولكنه لا يغلو
فيها، هدي الإسلام هو الوسط في كل شيء-
والحمد
الله-،
لأن من النّاس من يمتهن القبور، ويبني
عليها المساكن، أو يجعلها محلاً للقمامات
والقاذورات، أو بِدَوْسِ الأقدام عليها،
أو مرور الحيوانات عليها، أو يقضون حوائجهم
ويبولون عليها، وهذا حرام لا يقرّه
الإسلام.