قال الشيخ صالح الفوزان حفظه الله في شرحه لكتاب التوحيد(1/349-350) عند شرحه على حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: "اجتنبوا السبع الموبقات...الحديث" وذكر منها "وأكل الربا ": الربا
لغة:
الزيادة،
والمراد به هنا:
زيادة
مخصوصة في مال مخصوص، وهي الأصناف التي
حرم الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ الزيادة فيها بقوله:
"الذهب
بالذهب، والفضة بالفضة، والبُرّ بالبُرّ،
والشعير بالشعير، والتمر بالتمر، والملح
بالملح، سواءً بسواء، يداً بيد، فإذا
اختلفت هذه الأصناف فبيعوا كيفما شئتم
إذا كان يداً بيد"
وألحق
جمهور العلماء بهذه الستة ما شابهها في
العلة.
والربا
من أكبر الكبائر بعد الشرك، قد توعّد الله
عليه بأشد الوعيد، كما في آخر سورة البقرة:
{الَّذِينَ
يَأْكُلُونَ الرِّبا لا يَقُومُونَ
إِلَّا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ
الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ ذَلِكَ
بِأَنَّهُمْ قَالُوا إِنَّمَا الْبَيْعُ
مِثْلُ الرِّبا وَأَحَلَّ اللهُ الْبَيْعَ
وَحَرَّمَ الرِّبا فَمَنْ جَاءَهُ
مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّهِ فَانْتَهَى
فَلَهُ مَا سَلَفَ وَأَمْرُهُ إِلَى
اللهِ وَمَنْ عَادَ فَأُولَئِكَ أَصْحَابُ
النَّارِ
هُمْ
فِيهَا خَالِدُونَ (275)
يَمْحَقُ
اللهُ الرِّبا وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ
وَاللهُ لا يُحِبُّ كُلَّ كَفَّارٍ
أَثِيمٍ (276)
} إلى
قوله تعالى:
{وَاتَّقُوا
يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللهِ}
،
وقد لعن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ آكل الربا، وموكله، وشاهديه،
وكاتبه، فالربا من أعظم الكبائر بعد
الشرك.
قوله:
"وأكل
الربا"
ليس
المراد خصوص الأكل، وإنما كل الاستعمالات:
من
أكله ولبسه وإهدائه، إلى غيره، كل استعمالات
الربا حرام، وكذلك من ادّخره عنده أو جعله
رصيداً له في البنك.
وإنما
ذكر الأكل لأنه غالب وجوه الانتفاع،
وإلاَّ فكل وجوه استعمالات الربا محرّمة.