قال الشيخ صالح الفوزان حفظه الله في شرحه لكتاب التوحيد(1/243) وعند شرحه على قول الله تعالى: {مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ}:
قوله:
{مَنْ
ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا
بِإِذْنِهِ}
{مَنْ}
نفي،
أي:
لا
أحد، "
{يَشْفَعُ
عِنْدَهُ}
" أي:
عند
الله تعالى، {إِلَّا
بِإِذْنِهِ}
فهو
الذي يأذن للشفعاء أن يشفعوا، وبدون إذنه
لا يمكن لأحد أن يشفع أبداً، لا الأنبياء،
ولا الملائكة، ولا الأولياء، ولا الصالحين،
وهذا محل الشاهد؛ أن الشفاعة لا تكون إلاّ
بإذن الله، ففي هذا رد على المشركين الذين
اتخذوا الشفعاء بدون إذنه سبحانه وتعالى
في ذلك، وزعموا أن هؤلاء الشفعاء يقومون
بما يريدون منهم عند الله عزّ وجلّ، ولذلك
صرفوا لهم العبادة، فصاروا يذبحون للقبور،
وينذرون لها، ويطوفون بها، ويتبركون بها،
ويتمسحون بترابها، وبجدرانها، يعبدونها
من دون الله، لأنهم يقولون:
{هَؤُلاءِ
شُفَعَاؤُنَا عِنْدَ اللهِ}
،
تركوا الله عزّ وجلّ وعبدوا غيره، فعملهم
هذا حابط باطل، لأنهم يضعونه في غير محله،
وقاسوا الخالق على المخلوق.