بسم
الله الرحمن الرحيم
الحمد
لله رب العالمين والصلاة والسلام على
محمد بن عبد الله الصادق اﻷمين وعلى آله
وصحبه أجمعين أما بعد:
فهذا
يوم الجمعة الثاني عشر من شهر الله المحرم
1435
هجرية
الموافق 15/11/2013م
هو اليوم الثامن والثلاثون من الحصار
والحرب على أهل السنة في منطقة دماج حرسها
الله ولازال الحصار مطبقا على المنطقة
وكل يوم تزداد اﻷمور شدة نسأل الله الفرج
من عنده.
فالمواد
الغذائية نفذت والأدوية كذلك نفذت وخاصة
مع دخول فصل الشتاء وكثرة اﻷمراض وانتشار
اﻷوبئة بسبب تراكم القمائم وطفح المجاري
فالمريض يمرض ولا يجد الدواء أو حتى اﻷكل
الصحي الذي يساعده على الشفاء أو حتى
المكان الصحي واﻵمن ليساعده على الشفاء
فكل هذا منعدم في دماج بسبب الحصار المطبق
والقصف المتواصل ليل نهار على المنازل
والمساجد وكل مكان يتواجد فيه الناس مما
اضطرنا إلى اتخاذ ملاجئ غير مهيأة للجلوس
فيها فبعضها كان مجمع للمجاري وبعضها
حفرت بعد الحصار ولم تهيأ وبعضها كان
مخازن للمواد الغذائية وفيها اكتضاض
سكاني كبير بسبب كثرة الناس وقلة الملاجئ
فحسبنا الله ونعم الوكيل.
بل
الجريح يجرح ولا نجد له مأوى صحي لمتابعة
حاله ولا نستطيع إخراجه بسبب الحصار
والقصف والقنص إلا إذا دخل الصليب اﻷحمر
ولا يستطيع أن يدخل إلا بجهد جهيد ويدخل
بسيارات قليلة فنجمع عدد كبير من الجرحى
في تلك السيارات وهم يتألمون ونضع بعضهم
فوق بعض مضطرين لذلك وبعضهم قد تعفن جراحه
وبعضهم في غيبوبة ومع ذلك يؤذيهم الحوثيون
أخزاهم الله ويعرقلونهم في الطرق ويصورونهم
ويحققون معهم وهم في حالة يرثى لها نسأل
الله التمكين من عنده.
وهذا
غيض من فيض مما نعانيه في دماج في هذه
الحرب اﻹبادية التي يمارسها الحوثيون
قاتلهم الله ضد أبناء منطقة دماج.
وقد
أصبحنا اليوم الجمعة على أصوات الرصاص
والقذائف كما هي العادة فالضرب مستمر
بجميع السلاح الممكن لدى الرافضة
الحوثيين.
وقد
كان يوم أمس مثل سابقه من اﻷيام القصف
مستمرا والقنص مستمرا لا يكاد يفتأ يتوقف
إلا ويعود مرة أخرى وقد دخل الصليب اﻷحمر
يوم أمس بعد الظهر بعد محاولات شديدة منذ
الصباح وبعد أن رجع يوم اﻷربعاء بسبب
تعنت الحوثيين وطلبهم تصوير الجرحى
والسؤال عن هوياتهم فلم يرض لهم الصليب
ويوم أمس أعطوهم العهود والمواثيق أن لا
يتدخلوا في عملهم ولا يصورون الجرحى ولا
يسألونهم ولكن الحوثيون كما عهد عنهم
الغدر والخداع ونقض العهود والمواثيق لم
يلتزموا بما اتفقوا عليه واعترضوا سيارات
الصليب وصوروا الجرحى وسألوهم عن هوياتهم
قاتلهم الله وعجل بزوالهم.
وعندما
دخل الصليب المنطقة لم يوقف الحوثيون
إطلاق النار بل استمروا في القنص وتفاجئ
الصليب بقطع الطرق التي كانوا يأتون منها
سابقا من قبل الحوثيين مما اضطر أهل دماج
من دفن بعض خنادقهم ﻹدخال السيارات منها
وقد حملنا مع الصليب اﻷحمر أربعة وثلاثين
جريحا في أربع سيارات ومعهم امرأة جريحة
وطفلة جريحة وأربعة أطفال والحمد لله على
كل حال.
ثم
بعد ذهاب سيارات الصليب شن الحوثيون على
المنطقة برشاشاتهم وقناصاتهم واستمر إلى
آخر النهار وقد أدى هذا إلى جرح أحد اﻷطفال
جراح خطيرة وهو في العاشرة من عمره شفاه
الله كما توفي أحد المسنين مما لاقى من
الحصار والخوف وأيضا متأثرا بوفاة ابنه
الوحيد الذي كان يقوم بخدمته وكان موته
في صنعاء متأثرا بجراحه.
ثم
استمر القصف طيلة الليل والضرب بشكل
عشوائي بالرشاشات وبشكل مكثف مما أدى إلى
استشهاد اﻷخ فيما نحسبه والله حسيبه صدام
الوصابي رحمه الله.
وكان
للحوثيين محاولة هجوم على إخواننا في
قرية الوطن ولكن الله خيب آمالهم ورجعوا
خائبين خاسرين زادهم الله ذلة وخسرانا
والحمد لله رب العالمين.
نقلاً عن شبكة العلوم