قال الشيخ صالح الفوزان حفظه الله في شرحه لكتاب التوحيد(1/113) وعند شرحه على حديث سهل بن سعد رضي الله عنه أن رسول الله
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال
يوم خَيْبَر:"لأعطين
الراية غداً رجلاً يحب الله ورسوله، ويحبه
الله ورسوله؛ يفتح الله على يديه"
فبات
الناس يدوكون ليلتهم أيهم يعطاها".
فلما
أصبحوا غدو على رسول الله صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كلهم يرجو أن يُعْطاها،
فقال:
أين
علي بن أبي طالب؟ ...الحديث": فيه
فضل علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وأن
الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
شهد له بهذه الشهادة العظيمة أنه يحب الله
ورسوله، وأنه يحبه الله ورسوله، وله فضائل
كثيرة، وان كان الله جل وعلا يحب المؤمنين
كلهم، والمؤمنون يحبون الله، كما قال
الله:
{فَسَوْفَ
يَأْتِي اللهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ
وَيُحِبُّونَهُ}
.
فالحاصل؛ أن مِيزة
محبة الله ورسوله للمؤمنين موجودة في كل
مؤمن ومؤمنة عموماً، ولكن شهادة الرسول
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لعلي
بن أبي طالب بخصوصه فيها مزية له.
ففي
هذا ردٌّ على الخوارج، الذين خرجوا على
أمير المؤمنين علي بن أبي طالب وكفّروه،
كما أن فيها ردّاً على النواصب الذين
يُبغضون علياً، ويسبُّونه، وفيها إثبات
فضيلة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي
الله عنه، ابن عم الرسول، ورابع الخلفاء
الراشدين.