قال الشيخ صالح الفوزان حفظه الله في شرحه لكتاب التوحيد(1/100): إذا
كان طالب العلم ألَمَّ بهذه الأبواب،
وعرفها معرفة جيدة، عرف التّوحيد وفضله
وتحقيقه، وعرف ما يضاده من الشرك الأكبر
أو ينقصه من الشرك الأصغر والبدع وسائر
المعاصي، فإنه حينئذٍ تأهّل للدعوة إلى
الله عزّ وجلّ، لأنه لا يجوز للإنسان إذا
علم شيئاً من هذا العلم أن يختزنه في صدره،
ويُغلق عليه، ويختصه لنفسه، هذا العلم
مشتَرك بين الأمة، فمن عرف شيئاً منه فإنه
يجب عليه أن ينشره، وأن يدعو الناس إليه،
فإن هذه الأمة أمة دعوة، كما قال تعالى:
{كُنْتُمْ
خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ
تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ
عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللهِ}
وقال
تعالى:
{وَلْتَكُنْ
مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى
الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ
وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ
هُمُ الْمُفْلِحُونَ (104)
} ،
فلا يجوز للمسلم الذي عرف شيئاً من العلم
أن يسكت عليه وهو يرى الناس في حاجة إليه،
خصوصاً علم التّوحيد وعلم العقيدة، لأنه
إذا فعل ذلك فقد ترك واجباً عظيماً، ولا
يقول الإنسان أنا ما علي إلاَّ من نفسي-
كما
يقوله بعض الجهلة أو الكسالى-،
أنا ما عليَّ من الناس!!
بل
عليك نفسك أولاً، ثم عليك أن تدعو الناس
إلى دين الله عزّ وجلّ، فإن اقتصرت على
نفسك تركت واجباً عظيماً تحاسب عنه يوم
القيامة، وتعرّض نفسك لغضب الله عزّ وجلّ
حيث تركت ما أوجبه عليك من الدعوة إلى
الله عزّ وجلّ.
فقوله: "باب الدعاء إلى شهادة أن لا إله إلاَّ الله" أي: الدعوة، وأن المسلم الذي منّ الله عليه بمعرفة التّوحيد، ومعرفة الشرك لا يسعه أن يسكت وهو يرى الناس يجهلون التّوحيد، ويقعون في الشرك الأكبر والأصغر، ويسكت على ذلك، كما هو واقع كثير من طلبة العلم والعلماء، الذين يرون الناس على العقائد الفاسدة والعقائد الباطلة وعبادة الأضرحة، ويسكتون على ذلك، ويقولون: نحن لا نهتم إلاَّ بأنفسنا. بهذا ضيّعوا واجباً عظيماً، ولو أن العلماء وطلبة العلم قاموا بما أوجب الله عليهم من هذا الأمر في جميع الأمصار لرأيت للمسلمين حالة غير هذه الحالة، فالآن بلاد الإسلام تعج بالشرك الأكبر، تُبنى فيها المشاهد، والمزارات الشركية، ويُنفق عليها الأموال، ودول الكفر تساعد على ذلك، والمسلمون ساكتون على هذا الوضع، وهذا خطر عظيم أصاب الأمة، وما أصيبت به من حروب ومجاعات وأمور تعرفونها إنما هو نتيجة لهذا الإهمال- والعياذ بالله-، فهذا واجب عظيم.
فقوله: "باب الدعاء إلى شهادة أن لا إله إلاَّ الله" أي: الدعوة، وأن المسلم الذي منّ الله عليه بمعرفة التّوحيد، ومعرفة الشرك لا يسعه أن يسكت وهو يرى الناس يجهلون التّوحيد، ويقعون في الشرك الأكبر والأصغر، ويسكت على ذلك، كما هو واقع كثير من طلبة العلم والعلماء، الذين يرون الناس على العقائد الفاسدة والعقائد الباطلة وعبادة الأضرحة، ويسكتون على ذلك، ويقولون: نحن لا نهتم إلاَّ بأنفسنا. بهذا ضيّعوا واجباً عظيماً، ولو أن العلماء وطلبة العلم قاموا بما أوجب الله عليهم من هذا الأمر في جميع الأمصار لرأيت للمسلمين حالة غير هذه الحالة، فالآن بلاد الإسلام تعج بالشرك الأكبر، تُبنى فيها المشاهد، والمزارات الشركية، ويُنفق عليها الأموال، ودول الكفر تساعد على ذلك، والمسلمون ساكتون على هذا الوضع، وهذا خطر عظيم أصاب الأمة، وما أصيبت به من حروب ومجاعات وأمور تعرفونها إنما هو نتيجة لهذا الإهمال- والعياذ بالله-، فهذا واجب عظيم.